#Deobandi-DEOBAND TO BAREILLY IN ARABIC- BY HAZRAT Allamah Kaukab Noorani Okarvi

من الظلمات إلي النور

من ديوبند إلي
بريلى    

 
    (حقائق)        

كتبه:

العلامة كوكب نوراني اوكاروى

ترجمة الى العربية:
محمد أنور محي الدين
 عن ترجمة الانجليزية   :
للسيدغلام خواجة
اهداء
إلي كل محب حقيقي لرحمة للعالمين
والنور المجسد والشفيع المشفع سيدنا المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم
كوكب غفرله
 —————————————-
بندہ پرور دگارم امت احمد نبی 
من عباد الله أنا, ومن أمة النبي أحمد
صلي الله عليه وسلم.
دوست دار چار یارم تابع اولاد علی  
بِعشق أخلّاء* الرسول صلي الله عليه
وسلم أقر وأنا خادم لذرية علي** (رضي الله عنهم)
مذھب حنفیہ دارم ملت حضرت خلیل  
إنا واحد من اتباع الطريقة الحنفية
وأنتمي إلي ملة خليل الله إبراهيم عليه السلام
خاک پاے غوث آعظم زیر سایہ ھر ولی 
أنا تراب تحت أقدام الغوث الأعظم (رضي
الله عنه) وأنا تحت عناية كل من أولياء الله (رضي الله عنهم).
_____________
*سيدنا أبو بكر, سيدنا عمر, سيدنا
عثمان, سيدنا علي رضي الله عنهم
**سيدنا إلامام الحسن وسيدنا إلامام
الحسين رضى الله عنهما
***حضرة الشيخ سيد عبد القادر
الجيلاني رضي الله عنه.
————————————————————————————-
تمهيد
 
لقد كانت لحظة مباركة وجميلة تلك التي
وطأت فيها قدما الداعية الإسلامي الكبير , خطيب الواعظين العالم الإسلامي الذي لا
مثيل له وجسد المحبة الخالصة للرسول صلي الله عليه وسلم, حضرة مولانا محمد
شفيع  اوكاروى عليه رحمة الله ورضوانه  جنوب إفريقيا عام 1976. كان محيط
المنطقة كله قد تعتق بعبير ذكري الرسول صلي الله عليه وسلم من خلال كلامه المملوء
بالإلهام والإحساس الصادق. لم تر أعيننُا من قبل ولا من بعد شخصية بهذه الروعة ولا
استمعت إلي صوت أكثر فصاحة منه. كان مثالا حيا لما قاله الشاعر: “كان اسمه
علي كل لسان والجميع يحبونه”
  كان
حضرة مولانا اوكاروى عليه رحمة الباري قد زار جنوب إفريقيا للمرة الثانية عام
1979-1980, وقد استقبل استقبالا حاشدا ورائعا-وقد تمت دعوته إلي أرجاء المدينة
المترامية. كانت هناك مجالس علم كثيرة تقام يوميا وكان الناس يأتون بأعداد هائلة.
كان يطبع علي كل قلب بحبه في كل مكان يذهب إليه أو يعيش فيه.
 إن الخصال والشمائل الخاصة التي حباه بها الله سبحانه وتعالي
لم يُؤتها الكثيرون. في ظل أربعين عاما من الجهاد نحو الحق قد أتم بحمد الله أكثر
من 18000 خطبة مؤثرة, وهو رقم يضارب الأرقام القياسية إلي الآن. ذاكرته لا تنسي.
انتقل مولانا الاوكاروى إلي رحمة الله وودع دنيانا في صباح 24 إبريل عام 1984وقلبه
معلق بالصلاة والسلام علي الحبيب حضرة المصطفي صلي الله عليه وسلم.
 إنا لله وإنا إليه راجعون….
قد أدمع خبر رحيله المفاجئ أعين أعداد
مهولة من الناس وبخاصة المسلمين السنيين في جنوب إفريقيا. رحيل قائد قافلة أهل
السنة لم يكن فاجعة عادية. لقد كان من أعظم الذخائر لأهل السنة والجماعة، وشرفا
لأهل السنة.          
حتي ان خصومه قد أُرغموا علي قبول
عظمته وشموخه. كان اسمه محل صواعق تنزل بساحات الضلال. ونري هذا جليا في موقف غلام
خان, طالب علم وهابي من مدينة راولبندي بباكستان, الذي اعترف صاغرا : “إذا
كان هناك إنسان مثل مولانا الاوكاروى في الديابنه لكان كل الباكستانيين قد دخلوا
في طريقة الديو بنديه “.
وقد أضفي حضرة السيد أحمد سعيد
الكاظمي  رحمه الله تعالى شهادة حقة أخري في حق عظمته بقوله ” كان
مولانا الاوكاروى يتمتع بخصال حميدة كان الجميع يحسدونه عليها. “
 بدأ العديد من العلماء في باكستان والهند في المجيء إلي جنوب
إفريقيا بعده ولكن لم يكن احد منهم قادرا علي ترك أثر فى القلوب  كما تركه
هو. سحر أسلوبه الأخّاذ وصوته الباهر كان ينقل كلامه مباشرة إلي طيات القلوب .
كانت عذوبة نبرته, وروعة شخصيته, بساطته ولينه, علمه الواسع وعمق كلامه, من الصفات
التي تراصت جميعها في كيانه. كان مثالا يحتذي به في حل كل مشكلة وفي شرح كل شيء.
 اشرأبت العيون كلها بحثا عن شخص يملأ مكانه الشاغر من بعده
ويحذو حذوه في الدعوة, كانت الآذان متعطشة للاستماع إلي شخص في صفاته, في لمحة
منه. ولكن لا أحد يمكنه أن يكون عوضا لأحد. كان مولانا الاوكاروى  بلا نظير
دون شك-
كان من المقربين إليه الحاج يوسف حسين
منصور, وهو من سكان بيت رتيف بجنوب إفريقيا وكان مولعا به. وابنه هاشم يوسف منصور
كان يعشقه لأبعد الحدود, كان قد سمع حضرة مولانا الاوكاروى  يردد “إذا
رأيتني فقد رأيت واستمعت لكوكب. “
 كان الجميع يعلم أن كوكب هو أكبر أبناء حضرة مولانا محمد شفيع
الاوكاروى عليه الرحمة والرضوان, ولكن أحد لم يكن قد رآه بعد وكان الجميع يريدون
دعوته إلي جنوب أفريقيا.  من كان يتخيل أنه سيأتي إلي هنا عندما يكون مولانا
الموقر الاوكاروى غير موجود. في النهاية نجح هاشم منصور في أن يأتي به إلي جنوب
إفريقيا, وتسنت لنا الفرصة بعد ذلك لرؤية حضرة العلامة كوكب نوراني الاوكاروى
وملأنا الرضا بأن مولانا الاوكاروى قد ترك لنا خليفة علي حق وصدق. لابد أن حضرة
مولانا اوكاروى قد دعا له أن يكون علي استحقاق لاسمه.
 وقد قال حكيم ميان نواب دين شرق بورى من راى وند  الذي
توفي هذا العام عن عمر يناهز المائة عام, وهو من تلاميذ الاسد الرباني حضرة ميان
شير محمد شرق بورى عليه رحمة الله:  ” عندما ولد العلامة كوكب
نوراني  أبلغه مولانا الاوكاروى بأن “النور قد حل علي هذا البيت”.
وحضرة الاسدالرباني ميان شير محمد شرق بورى  عليه رحمة الله كان قد زف البشري
إلي أبي مولانا الاوكاروى الحاج كرم إلهي رحمه الله تعالى قبل ولادة مولانا
أوكاروي بعام قائلا : “كرم إلهي !! مزيد من الأنوار ستحل ..مزيد من فضل الله
سيحل علينا. “
 إن العالم قد شهد بالفعل هذه الظاهرة, وهي أن  مولانا
الاوكاروى ، الذي ولد ببشرى سعيدة من عارف بالله قد قام طوال حياته بنشر الأنوار
في كل مكان وتبديد الظلمة. والعلامة كوكب نوراني الاوكاروى هو علامة أخري وبشرى
ثانية من حضرة الاسد الرباني.
 إن الهدوء الذي أخلفه رحيل حضرة مولانا الاوكاروى قد تبدد في
النهاية بالصوت الساحر الجميل للعلامة كوكب اوكاروى.
 لقد بدأ العلامة كوكب مرحلة زمنية جديدة في جنوب إفريقيا, وفي
خلال أيام كان قد أعاد إحياء المهمة التي قد أفني أبوه عمره فيها. لقد عمل دون دعة
واتبع تعاليم أبيه الموقر ومنهاجه في الإرشاد إلي الحق في دعوة الإسلام وطريقة أهل
السنة.  لقد ظل في زمرة من الأشخاص والكتب, وهو يؤم العديد من مجالس العلم
يوميا وينشغل بنفس روح التفاني والاتقان وقد أضفي عليها الشباب وأعاد إليها
الحيوية.
 خلال خمس سنوات من 1987م  إلي 1991م ،  قد تمت دعوة
العلامة الاوكاروى إلي هنا ست مرات. وانه خلال هذه الفترة قد زار سوازي لاند ، بوت
سوانا ،موزم بيق ،موري شوس ،ري يؤنيون ،ليسوتو ,وزيمبابوي , ومناطق أخري كثيرة.
وقد ألف 8 كتب قد تم ترجمتهم إلي اللغة الإنجليزية.وقد نشر حلقات الذكر الجماعي
التي نشرت بدورها تعاليم السنة بالقيام بالصلوات والتسليم علي الرسول صلي الله
عليه وسلم قبل  الآذان وبعده،  وقد بدأ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
لأول مرة في تاريخ أجزاء كثيرة من البلاد.
إلي جانب ذلك تأسست فروع من مولانا
الاوكاروى اكاديمى(العالمي) قد وتأسس جانبها العديد من المدارس الدينية. الآلاف من
العمال قد تلقوا تدريبهم للخدمة في ظل طريقة أهل السنة. العديد من الناس قد
اعتنقوا الإسلام ولأول مرة, تم الاحتفال بيوم عاشوراء في جنوب افريقيا
 يعود إلي العلامة أوكاروي أيضا
الفضل في إنجاز هام في جنوب إفريقيا ففي يوم الجمعة الموافق 16 من ديسمبر سنة 1988
ذهب بنفسه إلي حقل مياز, (مياز فارم )  ,وقد أهدي إلي قائدي جماعة التلبيغ الوهابي
الديوبندي  دعوة إلي مناظرة  وابتهال (وهي ان يتحاجّ اثنان ويدعوا أن
تحل لعنة الله علي الظالم الذي ينكر الحق). فقد كان يرجو مناخا من السلام والوئام
في الأقلية المسلمة في جنوب إفريقيا حتي يتسني له هدفه الأكبر بإيضاح الحق وتبديد
الضلال. كان قد أحضر معه صندوقا كاملا مملوءا بكتب علي اختلاف عمرها منها الحديث
ومنها القديم وكلها لعلماء ديوبند. حتي تكون المعتقدات والتصرفات التي قد نشرتها
جماعة التبليغ الوهابي باتهامنا بالبدعة والحداثة تحت محل الإثبات من القرآن
والسنة من خلال كتب كتبها علماء ديوبند بنفسهم. وبهذا يتخلص المسلمون في هذا البلد
من الاختلاف والانشقاق ويعيشون في سلام.
 خلال ثلاث سنوات متصلة ظلت دعوة العلامة الاوكاروى تنشر
باستمرار في جريدة “سانداي تايمز اكسترا” . وكان للعلامة الاكاروى أربعة
مواضيع للمناقشة والجدال وقد نُقلت إلي تلاميذ مدرسة التبليغ الوهابي
الديوبندية  بالاتصال المباشر فضلا عن النشر في الجرائد. ولكن علماء المذهب
التبليغي الوهابي الذين يدّعون علي أنفسهم الحق لم يملكوا أبدا الجرأة لنزال
العلامة الاوكاروى وقد فشلوا أيضا في إثبات موقفهم علي الحق كما يدعون.
في أغسطس من عام 1991م , بعد استنفاد
كل محاولاته معهم قام العلامة الاوكاروى بنشر ملاحظته الأخيرة في نفس الجريدة
وأوضح وقتذاك أن جماعة التلبيغ الوهابي الديوبندي قد أثبتت علي نفسها الكذب
والنفاق.
 لن ينس مسلمو جنوب إفريقيا أبدا الجمائل والفضائل التي حلت
عليهم بواسطة العلامة الاوكاروى . فبعرض الحقائق عن الجماعات المدّعية للصلاح وكشف
حقيقتهم قد نجح بإبعاد العديد من المسلمين عن الضلال.
 الله أكبر. لقد صار اسم العلامة
كوكب نوراني الاوكاروى رمزا للحق وسيفا مسلولا  لكل ضلالة في جنوب إفريقيا.
اللهم احفظ هذا المحب الحقيقي للرسول صلي الله عليه وسلم واجعله ذخرا
للإسلام…أمين.
 ومن أجل التعليم , قام العلامة كوكب النوراني الاوكاروى بإيضاح
حقائق تبين فيم ولم يختلف السنيون مع الوهابيين الديوبنديين. وما هي الحلول لهذه
الخلافات. الكتاب الذي أمامي ” من ديوبند إلي بريلى(الحقائق ) ” سيعطيكم
كل التفاصيل عن ذلك, بل إنه من الممكن تسميته بكتاب ثوري. من خلاله ستتمكنون من
معرفة من هم المخلصون والمعتقون.
 هذا الكتاب قد تم نشره لأول مرة في جنوب إفريقيا عام 1988م
 ، ومنذ ذلك الحين قد تم نشر وتوزيع ثلاث طبعات مع إضافات جديده  فيه ،
لقد تم ترجمته إلي خمس لغات مهمة مختلفة.
 في خلال هذا الوقت قد تم أيضا نشر كتاب العلامة الاوكاروى
المسمي “أبيض واسود”( سفيد و سياه) , وهو الذي يعطي التفاصيل ويوضح بشدة
حقيقة الوهابية الديوبندية. “أبيض وأسود” يحمل تفسيرات وافية للنقاط
التي تم سردها في هذا الكتاب “من ديوبند إلي بريلى “. هناك أيضا في هذا
الكتاب مقتطفات  تعطي لمحات عن كتابات علماء ديوبند المجحفة.
 قبل نشر الطبعة الرابعة من كتاب ” ديوبند إلي بريلى
“, كان العلامة كوكب نورانى الاوكاروى قد أضاف بعض الزيادات وقام ببعض
التصليحات للكتاب. لقد قام جناب صغير ملّال بترجمته إلي الإنجليزية, وهو شاعر شاب
وكاتب صغير من كراشي.ولكن بعد التغييرات قام السيد الموقر غلام خواجة وهو من ذرية
المحبوب السبحاني حضرة سيدنا غوث الأعظم رضي الله عنه بترجمة هذاالكتاب وهو أيضا
طالب وصحفي باكستاني متميز في دراسة اللغة الإنجليزية وقد أتم ترجمة خمس كتب
للعلامة كوكب نوراني الاوكاروى  –
 إنني علي ثقة بأن القراء بعد قراءة هذا الكتاب سيعلمون أنه
لابد من نقله إلي إيدي كل مسلم حتي يتمكن من تصحيح معتقداته وقالبه الفكري ولا
يكون ضحية للإضلال. بالرغم من الموارد المحدودة تعبأ مدرسة مولانا الاوكاروى بجنوب
إفريقيا بخدمة الإسلام والملة الإسلامية وهي تسألكم الدعاء والتعاون جنبا إلي جنب
معها. اللهم ارزقنا الثبات علي الحق.
 أنا علي علم تام بإنني أقف في الطريق بينكم وبين العلامة كوكب
النوراني  الاوكاروى ، ولكني لازلت أتمني أن يكون تدخلي قد زاد من رغبتكم في
تصفح هذا الكتاب.
١٩٩٢  م      
                     
                     
                     
                     
  محمد بانا شفيعى قادرى
                                                                                                 
                                                                                   
     صندوق بريد 340,
                                                                                             
دربن – جنوب إفريقيا
مقدمة          
للحق أقول, أنا مجرد باحث للمعرفة في
مجالات الدين, والروحانيات والشئون الدراسية. إن الفهم والوعي بالكلمات والحروف
وخبرتي بهم هي وليدة البيئة التي ترعرعت فيها بسبب والديّ الطيبين, جدي وجدتي,
ومعلمي و مشايخي ، هؤلاء هم الشخصيات المحترمة والموقرة التي احتككت بها في بداية
حياتي.
 كنت منذ طفولتي, بوسيلة أو
بأخري مرتبطا بالكتاب والقلم, المدرسة والمكتب و المناقشة والملاحظة الدينية. لقد
أتممت بحمد الله ثلاث عقود من عمري. وأنا علي وعي تام بأنه يتعين علي أن أعبر
محيطات عميقة علي ظهر سفينة الحياة الغير مستقرة. علي كل حال, لدي إيمان وأرجو ان يكلل
مجهودي بالنجاح عن طريق إرادتي الخالصة وشوقي ولهفتي وبعض اللطف والعطاء من أقاربي
الكبار سنا ودعوات أصدقائي زاد هذه الرحلة إن شاء الله.    
كنت دائما مكروبا بهذا التفكير ولكنه
قد زاد هذاالكرب  مؤخرا عندما قمت بزيارة البلاد الإفريقية. لقد شاهدت هذه الظاهرة
الغريبة بين أبناء الإسلام الذين يعيشون في موطني وأيضا بعيد عن الوطن بأنهم
ينشقون علي بعضهم. لماذا يوجهون الاتهامات إلي بعضهم البعض ؟ّ حتي المسميين بعابري
السبيل إلي المدينة, الدعاة يغيرون الحق ويلبسون به الباطل. والذين ينبغي عليهم أن
يكونوا مثال للسلام والأمن هم بانفسهم وبأقلامهم وأفعالهم يحقرون من دينهم وجمعهم
ومسجدهم ومنابرهم  التي ينتمون إليها.
إن قلبي يدمي كلما تكلمت عن مأساة
تضيع طاقاتنا في نزاعاتنا ومشاداتنا الداخلية. ما أسوأ أن تضرب الاختلافات
والجدال  مركزنا ومحورنا! إن الدين الإسلامي لا يمكن أن يُفهم من دون الرسول
صلي الله عليه وسلم. ولكننا على  رغم ذلك نختلف في وصف وتأويل وشرح التفاصيل
في عظمة ومجد شخصية الرسول صلي الله عليه وسلم ذاته. إنني أؤمن بأن الرسول صلي
الله عليه وسلم كالمرآة. إنه رحمة للعالمين, نور متجسد وشفيع رحيم. لقد وهب الإنسانية
لرجال كانوا أسوأ من الوحوش, وبعظمة خلقه قد حول الكراهية إلي محبة. التعاليم
والعبادات لهذا النبي الكريم صلي الله عليه وسلم قد رفعت شأن سكان الجزيرة العربية
ليتحولوا من أمة ترعي الغنم إلي أمة ترعي الأمم. إنني بالفعل لم أجد أي مؤمن أو
تابع لأي دين ينبس بكلمات متناقضة أو مسيئة عن إمامه وهو ما يندرج تحت طائلة عدم
الاحترام والغطرسة وسوء الخلق. ربما لا تتحمل أي أمة موقفا كهذا تجاه نبيهم
وقائدهم كالذي بدر من بعضنا تجاهه صلي الله عليه وسلم.
إنه من الغير مفهوم لماذا يقللون من
شأن الرسول صلي الله عليه وسلم ويوجهون إلي صفاته النقد وهو الرحمة المهداة ونور
النبوة. إذا كانوا حازمين في أفكارهم ومعتقداتهم ولا يحبون أعظم الخلق صلي الله
عليه وسلم ولا يحبون معجزاته وصفاته ولا يحبون أن يحترموه ويشرفوه فلم يصرون علي
تسميتهم بأتباعه ؟؟
إن علاقتنا بالرسول صلي الله عليه
وسلم ليست كعلاقتنا بفيلسوف أو مفكر أو معلم أو كحاكم أو كسيد علينا. ولكنها علاقة
عابري سبيل بمرشدهم وهذه العلاقة هي كعلاقة محب ومحبوب. الحب الجم فقط هو أساس
علاقتنا بالنبي صلي الله عليه وسلم. إنه سيدنا, وعبوديتنا لم تبع أو تشتري ولكنها
شيء يرجع إلي اختيارنا. هذه العلاقة تحت ظل هذا الحب الجم تجعله أيضا حاكمنا
وملكنا ومعلمنا الأعظم. إيمان المؤمن ينبغي أن يعلمه الحب والاحترام , وعندما تكون
مسألة حب, تكون من العجرفة أن يقوم المحب ولو بنظرة سيئة إلي محبوبه, أو بإشارة
إصبع إليه. يا سادة! إنها مسألة طاعة كاملة وتواضع . إن منزلته ليست فقط بحكم حبنا
له بل أيضا بحكم حب الله سبحانه وتعالي ذاته له. يالها من مكانة رائعة.
“Ishq se Ho Jaa’e Mumkin Hai Wagarnah ‘Aql
se
Kyaa  Muqaam-e-Mustafaa Hai Faiesalah  Dushwaar
Hai.’’
أي أن ذلك ممكن فقط من خلال الحب,
فالفكر وحده لا يستطيع أن يبين حدود محبتنا لرسول الله صلي الله عليه وسلم.
 الناس يقولون , “دعوهم يقولوا ما يريدون أن يقولوا, دعوهم
ينطقوا بأي شيء يريدون أن ينطقوه مهما تشبع بعدم المنطقية. ولكن ينبغي أن تكونوا
ساكتين, وتتحدثوا فقط عن وحدتنا. أيا كان ماذا يحدث. إن هؤلاء المولويين لا يزالون
يتصارعون حول رؤية القمر في الوقت الذي وطأت فيه أقدام الانسان فوق سطحه. “
الناس يقولون ” تكلموا عن
التحضر, اجعلوا الدين متحدثا قليلا. أدخلوا نغمات جديدة وغيروا من الطرق القديمة.
أن هذا هو عصر السرعة والسفر بسرعة الضوء. لماذا لا تزالون في مكانكم مع مشاكل
الماضي القديمة وتناقضاته القديمة ؟ “
 إن الزمن بالفعل قد تغير كثيرا ولكن ليس لدرجة أن يفقد الإنسان
انتماءه إلي أخيه الإنسان وينسي ضرورة تكاتفهما في صرح الحياة, وليس لدرجة أن
تنطفئ نار الشرف والدفاع عن العرض واحترام الذات. إن هذه الزيادات المستمرة من
أشياء جديدة تتشكل في إنشاء مدن بمبانِ شاهقة الارتفاع, وسيادة الميكنة
والتكنولوجيا هي اشياء حقا مبهرة. إن الإنسان قد ضل بالفعل وتاه أكثر. لقد زاغت
عيناه بالأضواء التي اقتحمت عالمه حديثا, ولكن هل تغير الإنسان أيضا في نفسه ؟ هل
بدأ في المشي علي رأسه بدلا من قدميه مثلا ؟؟
 بالاستماع إلي افتراءات ومؤامرات الموالي ضد رسولنا الكريم صلي
الله عليه وسلم, تبدو كلمة الشرف وكأنها قد فقدت معناها. إنهم لا يقبلون البتة أن
يقول أحد ولو معشار ما يفترون علي النبي صلي الله عليه وسلم علي أهلهم وعشيرتهم
وقد تأخذهم العصبية إلي القتال إذا شعروا بالإهانة في هذا الاتجاه. إن الإنسان إن
أُهين من يحبه فلن يتجه إلي مفتِ أو يحاول أن يحصل علي فتوي لمعرفة رأي القانون,
بل سيأخذ بنفسه خنجر الرد ليدحض ما يقوله المغرضون.
 هذا حال الأقارب الذي يجمع بينهم القرابة والدم والاجتماعيات.
ولكنها تختلف تماما عندما يكون الأمر ذاصلة بخاتم النبيين محمد صلي الله عليه
وسلم. إن العلاقة بين الرسول صلي الله عليه وسلم وتابعيه مختلفة تمام الاختلاف عن
أي علاقة أخري في العالم. إن المسألة تتعلق بالقلب وليس بالعقل. هذه علاقة روح
وروحانيات وحق وأمان وحب. كيف يمكن لتابع متيم بحب النبي صلي الله عليه وسلم أن
يسكت إزاء الخوض بعجرفة في سيرته العطرة؟ إن هذا أكبر عذاب. لفترة طويلة ظل هذا
حال المنكرين وقد ازداد أكثر في الفترة الأخيرة.
 إن هذه المعارضة ليست فقط من أجل المعارضة. أن تكون مختلفا هو
شيء مختلفا تماما عن أن تكون ضد شيء ما. إن الفكر السطحى لهؤلاء الناس المنتهكين
هو الأساس لكل هذه الاختلافات والافتراءات. ما هي حدود الفكر البشري ؟ نعم ما قال
شاعر الشرق العلامة محمد إقبال
“Guzar Jaa ‘Aql Say Aaagay ke yeh Noor
Chiraagh-e-Raah Hai Manzil Naheeñ Hai”
أي لا تعبأ كثيرا بأمر العقل لأنه
مجرد نور لإضاءة الطريق وليس هو غاية الطريق.
بمرور الوقت, تطور الفكر البشري بشكل
ملحوظ لا يمكن إنكاره وارتفع إلي مستويات مذهلة, وقد تمكن الإنسان باستخدامه من
الطيران في الفضاء مثل الطيور. لقد أهدي الإنسان نفسه أجنحة لتحقيق أحلامه. لقد
تمكن من صنع آليات مميكنة وروبوتات تتمكن من العمل المتواصل المستمر دون كلل أو
ملل. لقد بلغ علو صوت الإنسان منزلة عالية حتي صار الرجل يتكلم في القطب الشمالي
والناس تسمعه في القطب الجنوبي. …إن أكبر إنجاز مذهل للإنسان هو التضاؤل المهول
في المسافات. لقد تمكن الإنسان من اختصار العالم من الشرق إلي الغرب ومن الشمال
إلي الجنوب. ولكن حتي اليوم, بكل هذه القوة التي حققها كم يبدو ضعيفا ودون حول! كم
هو محدود وغير ذي أهمية ؟ لقد تمكن من محو أوبئة عديدة من علي سطح الأرض, ولكنه لا
يزال بلا حول ولا قوة أمام الموت. لقد استطاع أن يكابح الطبيعة ولكنه لا يزال غير
قادر علي التحكم في اضطرابات العواصف والأعاصير والبراكين. فكر الإنسان لم يستطع
إلي اليوم أن يحل هذه المشكلة, لماذا تختلف كل بصمة إبهام خاصة بشخص ما عن
مثيلاتها بين جميع البشر ؟  هذا مجرد سؤال بسيط. هذا الكون نفسه هو أكثر شيء
يبرز فيه الاعجاز والروعة. هذه الأرض وهذه السماء, هذا القمر وهذه النجوم, هذا
التبدل والتحول في الفصول السنوية, قوس قزح الذي يرتسم في الفضاء بعد المطر, هذه
الأعجوبة الخاصة بالصباح والمساء, هذه المجرة, هذا الكم الهائل من الأضواء والألوان.
ما هم إذن ؟ ولمن خُلِقوا ؟
الحياة والموت وهذا النظام الكوني هو
شيء وراء أسوار العقل البشري وفوق حدود تفكيره ووعيه. لقد حبا الله سبحانه وتعالي
بالفكر بالطبع ولكن بحدود لا يتعداها. ومن يتعد حدوده يِزد في الضلال والتخبط. إن
العين تري فقط ما بوسعها. والعقل يفكر فقط فيما يستطيع أن يتحمل ولو وضع الإنسان
كل مجهوداته في أن يتعد حدود تفكيره لكان انفجار أوعية عقله الدموية أقرب إليه
بكثير من العلم الذي لن يخطو في سبيله ولو خطوة فوق ما قدر الله له منه.
 إن الفكر ليس هو الغاية. إنه إن كان كذلك لكان الإنسان بعد
قضاء فترة من آلاف الأجيال قد توصل إلي وجهة ما. إن الفكر ما هو إلا وسيلة وليس
غاية.  وكما قال الشاعر:
“Shaayed ‘Usay ‘lshq Bhee Na Samjhay
Jis Karb Mayñ ‘Aql Mubtilaa Hai”
أي ربما يكون حتي الحب غير قادر علي
فهم المعاناة التي يعيش في ظلها العقل / الفكر .
إن خضوع الفكر (العقل) للمعاناة هو
شيء حتمي, لأنه بلا قيمة. إنه يلهث وهو لا يزال علي عتبة الباب السابع . الحب هو
في ذاته غاية. الحب هو تفوق وامتياز الإنسان  وهذا الكون هو مثل السراب في
عيون المحب.  إن المحب كون في ذاته.  الحب هو الحقيقة وهو الغاية وهو إكسير
الحياة ومفتاح الخلود. الفكر هو البداية, والحب هو النقطة المنشودة. الفكر مثل
الخيل المسوّمة, والحب هو القيمة الحقيقية. الفكر هو من خصائص وصفات الإنسان,
والحب هو نقطة التتويج. الفكر شك والحب يقين. الفكر حلم, والحب هو تأويله. إذا كان
الفكر سرابا فالحب هو الحق والحقيقة. (الفكر لا يعني الغطرسة أو الافتراء أو
الاتهامات أو الانتهاك). ليتكم سألتم حضرة  سيدنا طيفور بايزيد البسطامى عليه
رحمة الله عن موقف الحب. لطالما تردد أن “روحه ظلت تحلق في عالم الأرواح لمدة
سبعين الف  سنة وظلت تردد بأن حدود عظمة المصطفي صلي الله عليه وسلم لا تحصي.
نحن المحبون نستوعب ونقر بمكانة
المدينة لا من خلال الفكر بل من خلال الحب. الإيمان حب. الاتهامات والاختلافات
وليدة الفكر. الحب لا يتصرف هكذا. الحب هو طاعة كاملة وتوافق تام. الحب لا يفكر,
الحب يري. الحب فقط يري المجد والجمال للمحبوب. يسمع الأمر ويذعن بتنفيذه. إنه
ينبهر ويعجب بكل تصرف من تصرفات المحبوب. لأنها جزء من وجود المحبوب, ظل من ظلاله
وانعكاس لصورته.
إن خاتم المرسلين سيدنا محمد صلي الله
عليه وسلم هو رسول إلي الإنسان والملائكة والجن والحور والغلمان. هو نبي الجبال
والأودية, الورود والأوراق, الأشجار والصخور, الحبات والنقاط, الماء والأرض. إن
الخالق سبحانه وتعالي يصلي ويسلم عليه, يقسم بخصلاته وبوجهه, ويجعل طاعته من طاعته
هو سبحانه وتعالي ويجعل ولايته من ولايته هو سبحانه وتعالي. يدعو سبحانه وتعالي
يديه وكأنها يديه هو, ويحكم علي اتباعه برضاه هو, يبشر المتبعين له بالجنة ويحذر
المنكرين له بعذاب جهنم.
من ديوبند إلي بريلى هو كتاب روائي
يقص الرحلة من الظلام إلي النور من الفكر الناقص إلي الحب الكامل. هذا المكون
الأساسي للإيمان وهو حب النبي صلي الله عليه وسلم, هو الخاصية المميزة
للبريلويين.  إنهم يقولون
“Mayñ tuo Maalik Hee Kahuuñ Ga Keh Ho
Maalik Ke Habeeb
Ya’nee Mahboob-o-Muhibb Mayñ Naheeñ Mayraa Tayraa”
أي سأظل أسميك مالكا مادمت أنت حبيب
المالك  سبحانه وتعالي. ما بين المحب والمحبوب لا يوجد تمييز لما له وما لي.
 علي صعيد آخر, أهم خصائص الديوبنديين هي الفكرالغير مقيد. إنهم
يقولون والعياذ بالله علم الرسول صلي الله عليه وسلم وحدوده للغيب هو بمقدار علم
البهائم له. (حفظنا الله جميعا من هذه الفكر الفاسده)
 إن هؤلاء هم الذين يعنون فقط بالمقارنات الفكرية والمنافسات
مخصصة لهم. إن رسالة التراب الذي وطأ عليه الرسول صلي الله عليه وسلم وآله هي دعوة
حب. كيف يمكن أن يسوى الرسول صلي الله عليه وسلم بأتباعه في الوقت الذي لا تتحمل
فيه مبادئ الفكر نفسه المساواة بين الجاهل والعالم. إن المتبعين للرسول صلي الله
عليه وسلم هم بشر والرسول صلي الله عليه وسلم بشر ولكن النبي إنسان ليس له نظير
ولا يقارن. إنه فريد ومتميز عن كل المخلوقات. لا شيء يساويه ولا شيء يجاري مكانته.
إن الله سبحانه وتعالي بنفسه يقول عن الرسول صلي الله عليه وسلم “وما ينطق عن
الهوي, إن هو إلا وحي يوحي, علمه شديد القوي”. وقد قال الرسول صلي الله عليه
وسلم بلسانه الشريف “لست مثلكم، لست كهيئتكم”.
عندما يرد في القرآن إلي الرسول صلي
الله عليه وسلم “قُل إنما أنا بشر مثلكم” فهذا تعبير رمزي, ولو كان يعني
مساواة بحتة في الإنسانية والقيمة البشرية لشمل النفي أيضا النبوة الشريفة. لأن
ليس أي إنسان لديه الصفات والشمائل التي تمكنه من نقل الرسائل الربانية. هذه الآية
القرآنية يمكن أن تفسر من الفكر بعدة طرق, ولكن, في الحقيقة ينبغي أن يكون تأويلها
فقط علي هذا النحو: إن الإنسان يجب ألّا يحذو حذو النصاري في عبادة نبيهم (بحكم
معجزاته التي يجريها الله علي يديه).  فهذا تأكيد علي نفي ألوهية النبي صلي
الله عليه وسلم.
 إنني أسأل هؤلاء القوم الذين يتبنون الفكر إذا كانوا يصرون علي
المساواة مع المصطفي صلي الله عليه وسلم أن يبلوا ولو خصلة واحدة من خصاله الشريفة
وصفاته الكريمة. إن ادّعاء المساواة بالرسول صلي الله عليه وسلم أو بوصفه بمجرد
رجل هو بالنسبة إلي عقلي ضرب من الغطرسة والبدعة. إن القرآن الكريم نفسه يخبرنا أن
دعاءنا الرسول كدعاء بعضنا البعض نوع من الإثم. لا يوجد لا في القرآن أو السنة ما
يدعونا إلي أن ندعو الرسول صلي الله عليه وسلم كما ندعو بعضنا البعض. بل هو واضح
جلى في القرآن أنه ينبغي علينا ألا ندعو الرسول صلي الله عليه وسلم أبدا كدعاء
بعضنا البعض.
إنني أشعر نوعا ما بالراحة من عبء من
الدين قد أثقل كاهلي منذ وقت بعيد. ولكنه لا يزال ينبغي علي أن أفعل الكثير في هذه
الوصلة, لأنني لا أعرف كم تبقي من النواحي. اعتبروا هذا قسطا أولا. وسوف أقوم
بالباقي علي عدة مراحل.
لقد حاولت أن ارد علي جماعة الفكر
بلسانهم, بلغة الجدال والبراهين, والمنطق والاستنتاج, حيث أنني شخصيا أري الرد علي
كل هذه المسائل في الحب والحب فقط.     
‘Aql Qurbaañ  kun ba pesh e
 Mustafaa (Sallal Laahu ‘Alaiehi  Wa Sallam).
     أي جرد حبك
للرسول صلي الله عليه وسلم وضح بعقلك أمامه .
ولكن هذه مسألة تتعلق بالحب ولا يراها
إلا المحبون, لذا فمن المنطقي ألّا يفهموها-
إن أبواب هذا الفقير مفتوحة لكل من
يخطر له أسئلة عند قراءة هذا الكتاب. إن كل المصادر والمراجع المستخدمة موضحة. هذه
الكتب متاحة عامة. ليس من شيم المؤمن أن يبهت أخاه أو يفتري عليه كذبا. ستعرض كل
أعمالنا علي الميزان يوما ما. إذا وضعتم هذا في أذهانكم فسوف تكون كل أحكامكم علي
أساس من العدل والمساواة.  والموت  قاب قوسين أو أدني منا.
                                                                               
“كوكبِ نوراني را أحمد شفيع”
         
                     
                     
                     
 لكوكب النوراني احمد صلي الله عليه وسلم شفيع 
         
                     
                     
                     
 ( اللهم اجعل محمدا صلى الله عليه وسلم شفيعا لكوكب النوراني  )
         
                     
                     
                     
   اوكاروى غفرله 
 الله ربُ محمدٍ صلي عليه وسلما
يقول رحمة العالمين, النور المجسم,
والشفيع المعظم, النبي المكرم صلي الله عليه وسلم “من قال لا إله إلا الله
دخل الجنة”, وهو قول حق من النبي الحق صلي الله عليه وسلم الصادق الذي لا
ينطق عن الهوي.
إن صدق النبي لا يحتمل ولا مثقال حبة
من شك. إن لسانه هو نفسه الذي أعلم العالم بالله سبحانه وتعالي. إن قوله حق يسري
علي جميع من تلفظ بالكلمة الطيبة, كلمة التوحيد “لا إله إلا الله”, فهو
في حظيرة الإسلام. وقد صار لزاما علي كل من قال هذه الكلمة أن يكون مؤمنا تمام
الإيمان بها وأن يعمل بها بكل طريقة ممكنة. إن الإنسان إن أنكر ركنا أو عنصرا
واحدا من الإيمان بعد النطق بالكلمة الطيبة(وهي كلمة التوحيد) فإنه يخرج  من
حدود الإيمان إلي الكفر, لأنها تقتضي  من الانسان أن يؤمن بجميع جوانبه جملة
وهكذا حال المؤمنين جميعا. إن من أمثلة الناس الذين تعدت أقدامهم حدود الإيمان
جماعة القاديانيين اللاهوريين الاحمديين الذين أنكروا فقط ختم  النبوة, وبذلك
خرجوا من الإيمان. إنه من الجلي وجوب الإيمان بختم النبوة ورحيل  الرسول صلي
الله عليه وسلم إلي جوار ربه, والإيمان هو مسمي لتصديق كل أركان الاسلام وجوانب
الحق في العقيدة. إن المرء حتي ولو نطق الشهادة وأقام الصلاة وأدي الصيام لا
يستطيع أن يسمي نفسه مؤمنا. عندما ارتحل الرسول صلي الله عليه وسلم من دنيانا,
قامت بعض القبائل برفض دفع الزكاة مع أنهم لم ينكروا الصلاة أو الصوم, ولكنه
 شن عليهم خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم أبو بكر الصديق حربا في سبيل
الله. لقد ورد فى الشريعة أنه إن قبل الإنسان الإسلام ثم رفض شيئا من أساسياته
وركائزه ولم يتب يكون في هذه الحالة من المرتدين الذين عقوبتهم القتل. هذا هو الحق
ومن يتحدّ شريعة الله يكون خائنا ومارقا, وعقوبة الخيانة هي القتل في جميع الشرائع
في العالم.

إن أيامنا الجارية تشهد أناسا يجعلون
الحق حكرا لمفهومهم ومعتقداتهم من الدين حتي وإن كانت معتقداتهم علي خطأ في الوقت
الذي يغضون فيه الطرف عما ذكر القرآن في الذين نطقوا الكلمة الطيبة وأقاموا الصلاة
ومع ذلك أمرهم الرسول صلي الله عليه وسلم بترك المسجد. إن القرآن والحديث كلاهما
قد أسموا هؤلاء الناس ” بالمنافقين”. قد قال الله سبحانه وتعالي 
تحديدا فيهم :
“ومن الناس من يقول آمنا بالله
وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ” (سورة البقرة: ٨)
وقد أوضح رب العلا السبب في ذلك
ذاكرا  “في قلوبهم مرض”.
هؤلاء الناس انما يعانون من مرض هو
بالطبع ليس شيئا عضويا في القلب أو في ضرباته. إنما المرض في وعائهم الفكري
ومعتقدهم, والذي حكم الله بخروجه من وادي الإيمان مع أنهم أقاموا الصلاة ونطقوا
الشهادة. إن قولنا بأن في قلوبهم مرض هو مثل ما نقول مجازا بأن الإيمان يحل في قلب
إنسان ما, فكذلك تحل بدعة المبتدعين ويحل نفاق المنافقين في القلب. هذا يوضح أن
الإيمان هو اسم للتصديق اليقيني المعقود في القلوب, وقد أوضحت الآيات القرآنية أن
من لم تصح عقيدته خرج من الإيمان ولو أقام الصلاة ونطق الشهادة وأدي الصيام.
إن العديد من الناس الآن يبدون تشتتهم
بين الانقسامات الفكرية بين المسلمين إلي فرق متعددة ومحاولة كل فرقة في إثبات صحة
إيمانها وخطأ الفرق الأخري استنادا إلى  القرآن والسنة. إن العلماء من كل
فرقة يقرؤون القرآن والأحاديث النبوية الشريفة ويلتزمون بالصلاة والصيام, بل
ويطلقون لحاهم ويبدون علي قدر عال من المعرفة والمقدرة علي خوض المناقشات في
دينهم. إن السؤال هنا من طرفنا نحن المستمعين ، فمن من هؤلاء العلماء ينبغي أن
نستمع له, ومن الذي يجب أن نكذبه؟
 من علي صواب؟ ومن علي خطأ ؟ إن
هذا الموقف قد أوجد حالة من الحيرة والارتباك إلي درجة أن بعض طلاب العلم قد
توقفوا عن الاستماع إلي أية من الدعاة بل وتوقفوا عن زيارة المساجد.
إزاء هذا الشأن أود أن أؤكد أن طلاب
العلم بلا شك قد سقطوا فريسة في فخ التعارض ، ولكن في نفس الوقت الناس مقصرون بعدم
أخذهم العلم الكافي من الدين, ولهذا هوي أغلبهم في شراك الارتباك والحيرة. إن
العامة يحاولون أن يكتسبوا المعرفة عن كل شيء في العالم, ولكن هذه الهمة تتلاشي
عندما يتعلق الأمر بأمور الدين. إن طلاب العلم الشرعي الذين لا يوصلون الحق وما هو
صحيح إلي العامة وبذلك يقصرون في مهام واجبهم, ينسون في النهاية أن هذه الدنيا
مرحلة مؤقتة وسيتركونها في يوم من الأيام ويقبعون في ظلام القبر, قبل أن يواجه
الخالق سبحانه وتعالي يوم القيامة. سُيسأل هؤلاء الناس عن إيمانهم  وتصرفاتهم.
لقد نسوا أن الباطل قد يزين في أعين البشر ولكنه لا يمكن أن يُزيّن في أعين بارئ
البشر عز وجل. لابد أن يعلموا أن لبس الحق بالباطل والدعوة بالافتراءات ستجعلهم في
لعنة من الله تفوق تلك التي يحظي بها غيرهم من العامة.
لابد ألّا ينسوا هذه الحقيقة بأن من
سن فى الاسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها, وأن من سنّ سنة سيئة كان له
وزرها ووزر من عمل بها. إن من يخشى الله سبحانه وتعالي حق الخشية يبتعد عن الكذب
والتدليس والشر, وإذا وقع يوما ما في إثم يهرع بالتوبة إلي الله. إن اشر الناس من
لا يخاف الله ، راس الحكمة مخافة الله.
أعزائي القراء!  إن الله سبحانه
وتعالي قد ذكر في كتابه الشريف أن القرآن مرشد من يخاف الله ولا يعصاه, فهؤلاء هم
المسمون بالمتقين. في القرآن أيضا قد ذكر المولي عز وجل بأن هذا القرآن يضل أناسا
كثيرين ويهدي أناسا كثيرين. وقد ذكر الذين يضلون قبل الذين يهتدون. وهذا لا يعني
أن القرآن يضل الناس, بل يعني أن هؤلاء الناس لا يفهمون المعني الأساسي في القرآن,
ويلبسون مضمونه بأهوائهم ومعلوماتهم المغلوطة وبذلك يتسببون في هلاكهم. ولهذا نجد
في كتاب “تبليغى نصاب” لشيخ محمد زكريا الكاندهلوى ظهور-نجد في فصل
فضائل الأعمال هذا الحديث. ينقل الشيخ عن سيدنا عمر رضي الله عنه عن الرسول صلي
الله عليه وسلم انه قال: ان الله يرفع بهذا الكتاب أقواما  ويضع به اخرين ،أن
الله جل جلاله يعلي شأن الكثيرين بقراءة القرآن وبها أيضا يقلل من شأن الكثيرين.
وبعد نقل الحديث وهو من صحيح مسلم, يكتب الشيخ محمد زكريا” إن هذه النقطة قد
أثبتتها آيات القرآن أيضا, فقد قال القران الكريم في موضع “يضل به كثيرا ويهدي
به كثيرا”  وفي موضع آخر “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا”. لقد أنبأنا الرسول صلي الله عليه
وسلم بأن العديد من قراء القرآن في أمته سيكونون من المنافقين. وقد ذكرعن المشايخ
في  كتاب “ألإحياء” أن هناك من الناس من يقرأ سورة من القرآن فيدعو
له ملك حتي يأتي لنهايتها, وهناك من الناس من يقرأ سورة من القرآن فيلعنه ملك إلي
أن يبلغ نهايتها. بعض طلاب العلم قالوا أن هناك من الناس من يقرأ القرآن لاعنا
لنفسه دون أن يشعر. إنه يقرأ قول الله “لعنة الله علي الكاذبين”, ولأنها
تنطبق عليه يكون لاعنا لنفسه بنفسه.
لابد أن تكونوا قد استوعبتم بأنفسكم
فى ضوء ما ذكرناه آنفا  أن القرآن ليس شفاء ودواء للناس جميعهم, بل هو علي
العكس يزيد من أوجاع وآلام بعض الناس. هذا النوع من الناس لا يصلحون أنفسهم تباعا
بعد قراءة  القرآن, بل يصبحون هم بأنفسهم مسؤولين عن أسباب زيادة أوجاعهم في
الدنيا بإصرارهم علي الخطأ. إن الكذاب ملعون كما يذكر القرآن.
إن مثل هذا الإنسان إن لم يتب ويدعُ
الله راجيا المغفرة من إثم الكذب بعد قراءة القرآن وعدم إصلاح ذاته فانه يعطي
دليلا حيا علي حقيقة لعنته في القرآن نفسه. وعلي هذا النحو لا تنفعه أبدا القراءة
في القرآن لعناده. قولوا لي:  أترونه يستفيد أم يجني الخسارة, ستقولون لي أنه
يدمر نفسه. إن الطريق الوحيد للخلاص من هذا الطريق هو التوبة والصلاح. وعلي نحو
مماثل يذكر القرآن الكريم لعنة الله علي الظالمين الذين يتعدون حدود الله. فإذا لم
يتب الواحد منهم ويرجع عن ظلمه لنفسه سيكون من الملعونين بقراءة القرآن وممن
يزيدهم القرآن خسارة.
إن القرآن لا يلعنه مباشرة بل 
يوضح أن الظالمين عليهم لعنة الله, وهذا مذكور بصيغة التحذير حتي يستطيع الظالم أن
ينقذ نفسه من اللعنة بالتوبة, وإن لم يفعل فهو بذلك يكون مستحقا لغضب الله سبحانه
وتعالي.
إن بمحاولة معرفة السبب الذي تقول من
أجله الآية الكريمة هذا الكلام عن الظالمين يتبين لنا أن القرآن لا يقرؤه الكفار
والمشركون, بل يقرؤه المنتسبون إلي الإيمان. ولقد ثبت أن الكثيرين ممن يسمون
أنفسهم مسلمين هم ظالمون وتقع عليهم لعنة الله سبحانه وتعالي.
أحبّائي القرّاء ! ما هو الظلم؟ وما
هو تعريفه؟ إن الظلم هو وضع الشيء في غير محله. فمثلا يقوم شخص “أ”
بسرقة شيء ما ويعاقب بدلا منه “ب”. يعد لوم شخص علي خطأ غيره من الظلم.
تسمية الحق بالخطأ والخطأ بالحق هو الاخر من الظلم. تحريف كلمات الله وأوامره طبقا
للأهواء الشخصية وتغيير معناها بالزيادة أو النقصان هو ايضامن الظلم. تطبيق آية في
غير محلها أو في غير من نزلت فيه هو أيضاً  من الظلم, ومن يفعل ذلك يكون
ظالما.
نجد في صحيح البخاري اثرامنقولا عن
سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما, يقول فيه عن الخوارج: انهم انطلقوا إلى
آيات نزلت فى الكفار فجعلوهاعلى المؤمنين –
كان هذا هو سلوك الخوارج والمنافقين
خلال أيام صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم. وهو ما يفعله اليوم المئات ممن
يطلق عليهم لقب الملا أو بعض الموالى. إنهم يطبقون الآيات التي نزلت في الاصنام
والمشركين والمنافقين  علي الرسول صلي الله عليه وسلم وأولياء الله الصالحين
والمؤمنين. إن القراء والمستمعون للقرآن لا يعلمون المناسبة التي نزلت فيها الآيات
القرآنية, ومن ثم يستمعون إلي هذه الآيات من الموالي الذين يغالطونها. كم هم مثيرون
للشفقة هؤلاء الموالي الذين يعيّنون أنفسهم وكلاء
 علي هذا الدين ويدلسون معانيه
ويرتكبون هذه الأخطاء الجثيمة ويضللون الناس. وقد أعدسيدنا عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما هؤلاء الناس من الخوارج. شرار خلق الله-
 )وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ
قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} [التوبة:
١١٥] وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ،
وَقَالَ: «إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الكُفَّارِ،
فَجَعَلُوهَا عَلَى المُؤْمِنِينَ» البخارى)
إنني أتعاطف مع شباب الإسلام في يومنا
الذين يبتعدون عن الدين كل يوم شيئا فشيئا بسبب كلام بعض الموالي. إنه حري بهم أن
يفكروا بنفسهم وبعقولهم التي وهبها الله لهم. هل يتصورون أن هذه الانشقاقات بسيطة
مثل تلك التي تعني بتقسيم الخبز والسمك! إن هذا خطأ بالغ, لابد من معرفة أن
الأشياء تُعرف بأضدادها, فاليوم نعرفه بالليل, والعبير يعرف بالريح السيئة,
والموالي الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا لابد أن يعرفونا بوجود علماء الحق.
هل يستوي الحق والباطل؟ لا بالطبع, ولهذا يجب أن تعلموا أن هذا هو الانشقاق
الحقيقي.
أنتم بالتأكيد تريدون أن تعرفوا ما هو
الحق وما هو الباطل؟ ومن هو علي صواب ومن هو علي خطأ؟ ومن هم علماء الحق ومن هم
جماعة الباطل؟ بكل أمانة, وعلي تقوي من الله ومسؤولية كاملة, ينقل إليكم هذا العبد
الآتي. يرجي الاهتمام.
يقول أمير المؤمنين سيدنا عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ” قام فينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مقاما ،
فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم ، وأهل النار منازلهم ، حفظ ذلك
من حفظه ، ونسيه من نسيه . (البخاري :٣١٩٢ ). هذا الحديث الشريف يخبرنا أن الرسول
صلي الله عليه وسلم قد علم بنعمة الله سبحانه وتعالي كل شيء من البداية إلي
النهاية. ولذلك قال صلي الله عليه وسلم ” افترقت اليهود على إحدى ـ أو اثنتين
ـ وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار
إلا واحدة”. قالوا: من هي يا رسول الله؟  قال:”ما أنا عليه
وأصحابي” (رواه الترمذي, وأبو داود وابن ماجة). لذا نفهم من هذا الحديث أن من
المتمسكين بطريق النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه هم الناجون.
لقد ورد أيضا في ابن ماجة, وهو واحد
من الكتب الستة المشهورة الحديث أن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قد نقل عن رسول
الله صلي الله عليه وسلم قوله:  “إن أمتي لا تجتمع على الضلالة . فإذا
رأيتم اختلافا، فعليكم بالسواد الأعظم”.
إن هذه الأحاديث توضح لنا أنه واحدة
من الجماعات التي ستتفرق إليها أمة سيدنا محمد علي صاحبها الصلاة والسلام ستكون
أكبر وحدة ويجب علينا أن نتمسك بها جميعا, لأنها هي الوحيدة التي ستدخل الجنة
والباقي سيكون مصيره إلي النار. لقد منّ علينا النبي صلي الله عليه وسلم بتوضيح
بعض سمات الجماعة الناجية, حتي لا تدعي كل جماعة أنها هي الناجية دون غيرها. ومن
الواضح أن الجماعة الناجية غير منغلقة علي نفسها والتمسك بمعتقداتها وتصرفاتها أو
الدعوة لها لا يمكن بحال من الأحوال أن تعتبر من دعوات تأجيج الطائفية.
من الممكن أن يري القراء أنه على رغم
قول الرسول صلي الله عليه وسلم الواضح يسمي كل قوم نفسه بالناجية. وردي علي ذلك هو
أن كل ادعاء لا يثبت إلا بثبوت أدلته وبراهينه التي تؤيد حججه من القرآن والسنة.
وقد أوضح الرسول صلي الله عليه وسلم أن الناجية ستكون أكبر جماعة وأمرنا بأن نتمسك
بها وأخبرنا بأماراتها وطريقها, ألا وهو اتباع الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته.
بناء علي أقوال الرسول صلي الله عليه
وسلم تسمي الجماعة الناجية جماعة “أهل السنة والجماعة” أو
“السنيين”.  والآن بعد أن تقديم ماهية الجماعة الناجية إليكم, يجب
أن تطردوا بعض الشكوك من أذهانكم. والأسئلة التي يمكن أن ترد في عقولكم الآن هي:
1.     
الحديث يخبرنا بانه سوف يكون هناك (73 ) ثلاثا وسبعون طائفة ولكننا الآن نري
الطوائف الدينيه أكثر بكثر في العالم الإسلامي.
2.     
العديد من الطوائف الحالية يخلعون علي انفسهم لقب أهل السنة على رغم  أن
واحدة منهم فقط هي الجماعة الحقيقية.
3.  ذكر   
الحديث  “إذا رأيتم اختلافا” , فماذا يعني بالاختلاف؟ لأن كل طائفة
قد أتت بسبب وجود أحد الاختلافات وهناك اختلافات موجودة في كل طائفة-
والان ، نرد علي  الأسئلة
المذكورة انفا بإيجاز ، إن هناك (73 )ثلاثا وسبعين طائفة فقط في الأمة منها (72 )
اثنان وسبعون فى النار وواحدة فقط في الجنة. كل طائفة من الثلاث والسبعين 
تسمي بمسميات مختلفة ولذلك يأخذ الناس الانطباع الخاطئ بأن العدد الكامل يتعدي هذا
الرقم. إن مثل هذا كمثل شجرة بأصل واحد وفروع عديدة تتفرع بدورها إلي فروع أخري
أصغر منها ولكن التعدد في الفروع لا يعنى  بالضرورة التعدد في الأصول.
أيضا مثل العائلات المتعددة في القبيلة الواحدة وكل عائلة لديها أفراد عديدون, إن
تعدد الأفراد لا يعني الزيادة علي مستوي العائلات, كذلك الحال في أمر الاثنين
وسبعين طائفة فإن بعضهم ينقسم بدوره إلي أقسام داخلية ولكن لا يعدوا كونهم جميعا
عن فرقة واحدة ضمن الاثنين وسبعين طائفة  التي تدخل النار.
إن أسس الطوائف البالغة الى اثنين
وسبعين طائفة تشتمل علي بعد كبير عن روح الدين الصحيح, وردة وكفر ومعصية. وإنه من
المعروف لدي الجميع بأن الفروع تكتسب وجودها أساسا من الأصول وهذا يعني ان الفرع
لا يمكنه أن يعيش إذا تم فصله عن أصله وجذوره. الاثنان وسبعون أصل اللذين هم
فاسدون لا يمكن أن يخلفوا فروعا صالحة عنهم, فإذا فسد الأصل فسد ت الفروع, وبذلك
نري أنه مهما انقسمت الفرق التي تدخل النار في نفسها فلن تغير من واقعها شيء.
 أيها القراء الكرام
يجب الآن أن تحاولوا فهم العلاقات في
الجماعة الناجية. إن في هذه الجذور زرعت روح الإسلام, والإيمان, والهداية,
والرحمة, وكل فرع منها له نفس الخصال الحميدة.  دعوني أشرح لكم ذلك أكثر. كل
المذاهب الاربعة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية) وفروعهم الأشاعرة
والماتريدية ونفس الشيء مع الطرق الصوفية النقشبندية والقادرية والشيشتية والسهرودية,
وفروعهم الصابرية والنظامية والأشرفية والشاذلية والرفاعية والمجددية إلخ. كل هذه
الجماعات تنتسب إلي “أهل السنة” أو الجماعة الناجية. كل هذه الجماعات
لها أصل واحد ولا توجد فروق جلية بينهم في مسائل الكفر والإيمان.
ان لأهل السنة والجماعة ميزة  و
هي أن كل فروعها تتمتع بوفاق عال في آلاراء والمعتقدات – و تتمتع اعمال كل جماعة
ومعتقداتهابالإسناد المتواتر. هؤلاء الطرق المسمية لأنفسها بأهل السنة إذا كانوا
علي يقين بأن ادعاءهم هذا صحيح فيجب أن يثبتوا  لأنفسهم صحة معتقداتهم ثم
يقارنوها بمعتقدات أهل السنة والجماعة وإلا يكون ادعاؤهم باطلا. فإن تواجد جماعة
من أهل السنة هو شيء مختلف تماما عن أن تدعي جماعة كونها منتمية الى اهل السنة لأن
الادعاء ليس ببرهان كاف. تذكروا أنه لا توجد جماعة غير أهل السنة والجماعة قد
أثبتت صحتها وصدقها من منطلق الكتاب والسنة.
وحتي بعد انقضاء 1400 عاما يثبت اتساق
اعمال ومعتقدات أهل السنة مع تعاليم القرآن والحديث, في الوقت الذي نجد فيه
الجماعات الأخري حديثة العهد بظهورها وكل معتقداتها وقالبها الفكري وتصرفاتها
وشروطها ليست مأخوذة عن القرآن والسنة. هذه الجماعات قد ساهمت في ضلالها وتدميرها
بتحريف المعني الحقيقي للقرآن والسنة.
إن هؤلاء الناس مصيرهم لا يكفل لهم
الهداية والرحمة ولا ينتظرهم سوي الخسران المبين في هذه الدنيا وفي الآخرة. وأكبر
جماعة من أهل السنة قد أوتوا البشرات والرحمات, والبركات والتأييد والنصر لأنهم قد
كانوا عباد حق لله وتابعين حقيقيين للرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله
عليهم. إن هؤلاء هم الذين أوضحوا لنا الطريق الصحيح, لذا وجب علينا أن نكون دائما
علي اتصال بهم.
إن “الإختلاف” المذكور في
الحديث النبوى الشريف لا يعني اختلافا سطحيا, بل يعني الاختلاف القائم علي أسس
مبدئية . وقبل شرح الاختلاف المذكور في الحديث الشريف يكون من الأفضل أن نوضح أنه
هناك نوعان الاختلاف:
●      
أصولي: وهو الذي يقوم علي أسس من المبادئ.
●      
فروعي: وهو الذي يقوم علي الأشياء الثانوية.
ينبغي أيضا توضيح أنه هناك نوعان من
الناس في أمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وهم :
●      
أمة الإجابة
●      
أمة الدعوة
إن أمة الإجابة هي تلك التي تتكون من
التابعين الحقيقيين الذين لديهم الإيمان الراسخ. وكل الضالين الذين يدّعون بأنهم
جماعة الإيمان والإسلام يأتون في نوعية أمة الدعوة. إن بعضا من هذه الجماعات قد
ثبت عليها الكفر البين لأنه لا يوجد اختلاف واضح بين الكفر والايمان لديهم ، على
الرغم من التفاوت في المعتقدات والوعاء الفكري لكل منهما. إن جماعة التبليغ
الوهابية الديوبندية, وهي من الجماعات التي ظهرت حديثا في الأمة الإسلامية وان
اعضاء هذه الجماعة لا يكتفون فقط بتسمية أنفسهم “أهل السنة” بل ينشغلون
أيضا بتكذيب باقي الجماعات واتهامها بالنفاق والبدعة.
 إن نزاعنا مع جماعة التبليغ الوهابية  الديوبندية هذه
ليست سطحية بأي حال من الأحول, ولا تخضع للاختيار الشخصي ولكنها مسألة أصول
ومبادئ. أنتم بالتأكيد تريدون أن تعرفوا ما هي أسباب هذه الاختلافات. ولهذا قوموا
بقراءة الآتي, وأنا أُشهد الله ورسوله عليكم, هل تستطيعون أن تقبلوا هذه الأشياء؟
هل من الممكن لأناس أن تكون لهم هذه المعتقدات إذا كانوا من المسلمين أو من أهل
السنة ؟؟
معتقدات جماعة التبليغ الوهابية الديوبندية
:
1.     
الله تعالي من الممكن أن يكذب (فتاوي رشيدية, الجزء الأول ص19)
2.     
الله تعالي لا يعرف مسبقا ماذا سيفعل مخلوقاته ويعرفها فقط عندما يقومون
بها.                                    
(تفسير بلغة الحيران ص157و158)
3.      علم
الشيطان وملك الموت أوسع من علم الرسول صلي الله عليه وسلم.(براهين قاطعة ، ص51)
4.    لا يعلم
النبى  صلي الله عليه وسلم  شيئاعن نهايته وعما هو وراء الجدار .
(براهين قاطعة،  ص51)
5.     
مقدار العلم من الغيب الذي وهبه الله سبحانه وتعالي للرسول صلي الله عليه وسلم هو
نفسه الذي اعطي للأنعام  والمجانين والأطفال . ( حفظ الإيمان ص7).
6.     
تفكير الرسول صلي الله عليه وسلم في أثناء الصلاة أسوأ من التفكير العميق  في
ثور أو حمار( الصراط المستقيم ص86)( وذلك علي عكس فكر آلتانوى  أو أي من
الملا أو الموالي الديوبنديين أثناء الصلاة.)
7.     
كلمة “رحمة للعالمين” هي ليست حكرا للرسول صلي الله عليه وسلم. لذا
يمكننا أن نطلق ونخلع هذا اللقب على غيره من المشايخ. (فتاوي رشيدية الجزء الثاني
ص12)
8.      عند
عامة الناس تعنى  كلمة “خاتم النبيين” اخر النبيين . ولكن هذا
المعني غير صحيح عندالعلماء … فحتي لو ولد نبي بعد الرسول صلي الله عليه وسلم
فلن يعارض هذا الأمر  مبدأ ختم النبوة للنبي صلي الله عليه وسلم. (تحذير
الناس ص3 وص25).
9.    قد تعلم 
الرسول صلي الله عليه وسلم اللغة الاردوية بالاتصال بعلماء ديوبند. (براهين
قاطعة،  ص 26).
10.  علينا أن نحترم الرسول صلي
الله عليه وسلم بقدر احترامنا للاخ الأكبر . (تقوية الإيمان ص58). (ولكنه من
الممكن المبالغة في مكانة علماء ديوبند. )
11. إن الله إذا شاء خلق ملايين مثل
محمد صلي الله عليه وسلم. (تقوية الإيمان ص16) (ولكن علماء الديوبند لا مثيل لهم)
12. قد اختلط الرسول صلي الله عليه
وسلم بعد موته بالتراب ( تقوية الإيمان ص59). (ولكن قوة علماء ديوبند لنفع الناس
بعد موتهم تبقي)
13. لا قيمة للأنبياء
 والرسل  (تقوية الإيمان ص29).
14. ليس بالضرورة  ان يكون النبي
منزها عن الكذب. (تصفية العقائد ص25) (ولكن علماء ديوبند لا ينطقون الكذب أبدا)
15. ينبغي ان يكون مدح النبي صلي الله
عليه وسلم كإنسان عادِ  بل اقل منه .(تقوية الإيمان ص35). (ولكن علماء ديوبند
ينبغي أن يُمدَحوا إلي أكبر قدر ممكن).
16. المخلوق الأكبر بمعني
الأنبياء  والمخلوق الاصغر بمعني باقي الناس كلهم جهلاء و سفهاء. (تقوية
الإيمان ص3).
17. المخلوق الأكبر  بمعني
الأنبياء والمخلوق الأصغر بمعني باقي الناس كلهم عند الله أحقر من الاسكافي.
(تقوية الإيمان ص14).
18. إنه من المسموح أن يُدعي نبي
بالطاغوت . (تفسير بلغة الحيران ص43). (ولكنه من الكفر تقليل شأن علماء ديوبند).
19. إن علو منزلة النبي علي أتباعه لا
يتعدى علو منزلة عمدة البلد فى القرية . (تقوية الإيمان ص61). (ولكن الملا
الديوبندي رشيد أحمد جنجوهى هو سيد الكل).
20. محمد وعلي لا يملكون سلطة علي أي
شيء. النبي والولي لا يستطيعون فعل أي شيء. (تقوية الإيمان ص41)
21. لقد فقد الرسول الكريم صلي الله
عليه وسلم ذكاءه (تقوية الإيمان ص55).
22. من الممكن أن يفوق تابع عادِ علي
النبي في العبادة فى ظاهر الامر . تحذير الناس ص5).
23. قام المولي الديوبندي بانقاذالنبي
صلي الله عليه وسلم من الوقوع فى الجحيم. (بلغة الحيران ص 8).
24. لا ضرر من قول “لا إله إلا
الله أشرف علي رسول الله” أو “اللهم صلي علي سيدنا ونبينا أشرف
علي” (مجلة الإمداد ص35 شهر صفر 1336هجرية, روداد المناظرة , الفرقان الجزء
الثالث ص85).
25. احتفال المسلمين بالمولد النبوي
الشريف يشابه احتفال الهندوس بمولد معبودهم “كنهيا” (فتاوي ميلاد شريف
ص8, براهين قاطعه،  ص148).
26. العيش حيا صفة للرسول مثلما هي
للدجال. وخواص الرسول هي مثل تلك التي للدجال. (أب الحياة ص169).
27.      لا
شيء يحدث برغبة النبي صلي الله عليه وسلم. (تقوية الإيمان ص56).
28.     
يجب الإيمان بالله وحده دون أي أحد سواه. (تقوية الإيمان ص 14).
29.      
كل الأنبياء والأولياء اقل من الذرة الحقيرة فى رحاب الله . (تقوية الإيمان ص54).
30.     
يجوز أن تدعو الرسول صلي الله عليه وسلم أخيك. (براهين قاطعه ، ص3).
31.     
إذا توسل أحد الناس بالرسول أو بأحد الأولياء طلبا للمدد وهو يظن أنه ينفعه أمام
الله أو نذر له شيئا فعمله هذا مساوِ لكفر أبي جهل بالشرك بالله. (تقوية الإيمان
ص7, 27).
32.      ان
قراءة صيغة صلاة التاج غير محببة و ممنوعة . ( فضائل درود شريف،  ص73)
33.     
لقد أعطي سيدناعلي حماما للمولي الديوبندي ( سيد احمد راى بريلوى ) وقد غيرت له
سيدتنا فاطمة ثيابه. (صراط مستقيم ( فارسى) ص164، صراط مستقيم مترجم
أردو   ص 280).
34.    الاحتفال
 بالمولدالشريف, والمعراج الشريف, والختمة الشريفة, والعرس الشريف , كل هذا
وأشياء أخري تقع في حكم الكفر والبدع. (فتاوي أشرفيه الجزء الثاني ص58 وفتاوي
رشيديه الجزء الثاني ص144 وص 150 والجزء الثالث ص93 وص94 ).
        
( إنه حري بنا أن نذكر كيف يدعو هؤلاء الناس ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم خطأ
وحراما و بدعة وفي نفس الوقت يقوم هؤلاء الديوبنديون  والتبليغيون
والوهابيون  بالاحتفال بدار علوم ديوبند ويدعون امرأة مشركة لتفتتحها.ويقومون
أيضا بترقب أيام ومناسبات مفتييهم ومواليهم, ويختارون المواعيد لإقامة الإجتماعات
سواء كانت سياسية  أو غير سياسية, وينشئون المنظمات والهيئات التي لا تقصد
وجه الله سبحانه وتعالي, بل ويدعون بالتبرعات لها. كيف يبررون ذلك ويدّعون أنه من
الصواب ؟!)
35.     
أكل الغراب  المعروف من الأشياء التي يثاب الناس عليها(فتاوي رشيديه الجزء
الثاني ص130)( ولكن أكل الحلوي في ليلة النصف من شعبان حرام.)
36. يعتبر من الشرك التوسل بأولياء
الله الصالحين حتي ولو بالاعتراف بأنهم من خلق الله . (تقوية الإيمان ص7).
(ولكنه   يكون مسموحا به إذا قام به علماء ديوبند أنفسهم. )
37. التضرع بالدعاء بعد صلاة الجنازة
لا يجوز. (فتوي المفتي جميل أحمد التهانوى الجامعة الأشرفية, لاهور). (ولكنه يجوز
لعلماء ديوبند أن يدعو).
38.  إنه من المسوح أكل البارشاد
(وهي بواقي القرابين المقربة للأصنام)  في مناسبة الأعياد الهندوسية. (فتاوي
رشيدية الجزء الثاني ص130). (ولكنه لا يجوز اكل ماقرئت عليه الفاتحة لاهداء الثواب
إلى موتى المسلمين ).
39. لا ضرر من أكل شيء نظيف ولو أُعد
في بيت من بيوت الكنّاسين والإسكافيين. (فتاوي رشيدية الجزء الثاني ص130)(ولكن اكل
 الطعام  النظيف الذى اعد لاهداء الثواب حرام .)
40. يجوز شرب الماء من السبل التي
أعدها الهندوس الكفرة من مصادر غير مشروعة .  (فتاوي رشيدية الجزء الثالث
ص113 و 114). (ولكن شرب الماء من السبيل الذي يوضع في شهر محرم لاهداء ثوابه الى
سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه لا يجوز.(معاذ الله ثم معاذ الله).
إن كتب جماعة التبليغ السلفية مليئة
بمثل هذه النصوص الهدامة للإيمان. إن العبد لله يرجو الرحمة والغفران من الله
سبحانه وتعالي, لأنني أشعر وأن إيماني قد تزلزل بمجرد قراءة هذه السطور على رغم أن
نيتي في هذا الموضوع هو توضيح الفروق بين عقيدتنا وعقيدة الديوبنديون لكم.
صدقوني, إن مثل هذه النصوص التي يقشعر
لها أبدان المؤمنين, ويدركون علي الفور أنها لا ينطقها إلا عدو للرسول صلي الله
وسلم بعيد عن الإيمان. إنني أدعو الله وأسأله بجاه المصطفي عنده أن يمد عنايته
إلينا ويحمينا من كل الوقاحات  التى يقولها الناس مثل هذا الكلام أو يصدقونه,
وأيضا الذين يعتبرون من يقول هذا مسلما حقيقيا. اللهم  اجعل خاتمتنا علي
الإيمان.
قرائي الأعزاء! هل تؤمنون بهذه
النصوص؟ هل لديكم هذه المعتقدات ؟
هل أنتم مستعدون لتصديق مثل هذا؟ أنتم
تستعجبون وتتساءلون من الذي يمكنه أن يقول هذا أو يكتب هذا ؟ ستقولون أن من يدّعي
الإسلام والإيمان لا يمكنه أن يقول هذا. ولكن سخرية الموقف تكمن في أن من قال هذا
ليس من الجاهلين أو الأميين بل هو من الذين يدّعون علي أنفسهم التعلم كما لم يتعلم
أحد مثلهم مثل مطاع الكل, مجدد الملة و حكيم الأمة وهم الذين كتبوا مثل هذه
الأشياء في كتبهم. هذه الأشياء لم يكتبها الأشخاص الذين يسمون نفسهم مؤمنين بل
الذين يعتبرون لأنفسهم وصاية للإسلام.
 عندما قام علماء الحق بالتوضيح  لهم بأن مثل هذه الأشياء
خاطئة وأنه يجب عليهم أن يتوبوا عنها وعن كتابتها, وحتي بعد الشرح والمناقشة عدة
مرات, كان رد الكاتبين لهذه الأشياء ببساطة أن ما كتبوا صحيح. قيل لهم أنهم لا
يتحملوا أبدا مقارنات مسيئة لأنفسهم أو لآبائهم ,ولا يستوعبون أن الله تعالى امرنا
بالطاعة للرسول صلي الله عليه وسلم .
من أجل توضيح هذا الأمر لهم أُعطي لهم
هذا المثال. تخيل أنك في مكان ما وأتي عليك والدك ثم قال أحد قرناؤك ها قد أتي زوج
أمك أو ها قد أتي من يباشر أمك. هل سيعجبك ذلك؟ مع أنه صحيح, لأنه من الأكيد أن
أباك هو زوج أمك والجملة الثانية أيضا صواب, ولكن أن تقال بهذه الطريقة هو من غير
اللائق, وشيء خارج عن روح الدين ومعبأ بالإهانة. إنه إذا كان قد قال ها قد أتي
أبوك المبجل أو ها قد أتي أبوك الغالي لكان هذا بلا شك أفضل وأسعد لك.
كيف يمكن أن تقارن ذرة تراب بالجنة في
السماء ! فأين نحن من مكانة الرسول صلي الله عليه وسلم! إنك وحتي إن كنت غير ذي
إيمان راسخ وحب جم لرسول الله, رسولنا الحبيب, نبي الأنبياء صلي الله عليه وسلم
فإنه يجب عليك ألا تستخدم مثل هذه التشبيهات والكلمات له لأن ذلك من غير اللائق.
لأن مكانة الرسول صلي الله عليه وسلم بين خلق الله قد ذكرت في القرآن وهى 
أكثر ضياءا من الشمس.
إن في أول موضع من القرآن جاء فيه
النداء “يا أيها الذين آمنوا”  كان أول أمر للمؤمنين يقتضي بأن
يبدي المؤمنون الاحترام للرسول صلي الله عليه وسلم عندما يكلمونه أو ينادونه, وألا
يقولوا له راعنا وأن يقولوا انظرنا, وهذا في سورة البقرة الآية 104
بنص الآية “يا أيها الذين آمنوا
لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم”.
إن الله لم يرض لرسوله الكريم صلي
الله عليه وسلم أن تقال له ولو كلمة قد تحتمل تغيرا بسيطا في نبرة الصوت فيعطيها
معنى آخر, فكانت من ثم محرمة ولا تجوز. ومن هذا المبدأ تكون هذه الكلمات التي قد
أشبعت برائحة الخطأ الجسيم غير ملائمة بالمرة للكلام علي رسول الله صلي الله عليه.
إنها تعكس عدم الالتزام بما أرشدنا الله إليه من إبداء الاحترام الكامل لنبينا
الكريم, وبعيدا عن تلك الكلمات التي تحمل بعض معاني النفاق والكفر والتشبيهات التي
لا تجوز, لقد صار واضحا عدم التوقير الغير موجود لا في قلوب من قالوه ولا بصيرتهم
لحبيب الرحمن سبحانه وتعالي صلي الله عليه وسلم. هذا يبين مدي البعد الذى  هم
فيه عن رب العالمين.         
إن الإيمان الحقيقي هو فقط لمحبي رسول
الله صلي الله عليه وسلم الذي فيه فقط روح اليقين. إن اتباع الرسول صلي الله عليه
وسلم دون إبداء الاحترام والمحبة إليه امر غير مُجد, بل هذا العمل يقر الانكار
بالدين منهم ويودي بهم إلي الهلاك في الدنيا والآخرة.
ايها القراء الأعزّاء ! ربما تظنون أن
هؤلاء الناس من الممكن أن يكونوا قد قبلوا هذه النصيحة وتبنوا الحقيقة, ولكنه
للأسف هؤلاء المسمون بعلماء ديوبند لم يكتفوا فقط بالإصرار علي الإفك الذي بدر
منهم والافتراءات التي أعلنوها, بل وصاروا أيضا يدافعون عنها بالحجج والبراهين
لإثبات صحتها. إن كل إنسان ذكي يعلم أن التبرير لجرم أكثر فُجرا من ارتكابه, فإنه
يطلي الخطأ بطبقات إضافية من خطأ آخر. إن اعتبار ذنب ما من الفضائل وخير الأعمال
والمحاولة لإثبات ذلك هو ذنب لأقصي الحدود, وتسمية الكفر بالإيمان ليس من عمل
المسلم أبدا.
إنه من المؤكد أن القراء يريدون أن
يعرفوا من هم هؤلاء الناس الذين قد كتبوا هذه النصوص الكفرية؟   لقد
رأيتم بالفعل اسم الكتاب ورقم الصفحة لكل نص. انظروا بالأسفل بجانب العناوين للكتب
وسترون أسماء مؤلفيها أيضا.
الكتاب.        
                     
                     
        المؤلف
حفظ الإيمان.      
                     
            أشرف علي آلتانوى 
فتاوي رشيدية.      
                     
          رشيد أحمد جنجوهى
 آب حياة.              
                     
        محمد قاسم النانوتوى
تحذير الناس.      
                     
          محمد قاسم النانوتوى
البراهين القاطعة .    
                     
            خليل أحمد انبيتهوى
تقوية الإيمان.      
                     
          شاه إسماعيل الدهلوى بهلتى بالا كوتى
الصراط المستقيم.    
                     
       شاه إسماعيل الدهلوى بهلتى بالا كوتى
تفسير بُلغَة الحيران.    
                     
      حسين علي وان بجهرانى
تصفية العقائد.      
                     
        ومحمد قاسم النانوتوى
رسالة الإمداد.      
                     
          أشرف علي آلتانوى 
 من المحتمل أن تقولوا ان هذه
الكتابات قد اخذت في خارج سياقها دون ما هو قبلها وما يليها من الكلام, وأنه من
المؤكد أن المؤلفين قد كان لهم قصد آخر لأنهم لا يمكن أن يكتبوا مثل هذا الكلام أو
يقولوه.
أعزائي القراء !  كل رجل من رجال
الإيمان, وكل رجل من رجال المعرفة والحكمة يعرف جيدا أنه لا توجد بشرية مثالية فوق
بشرية  النبي صلي الله عليه وسلم  المثالية بين خلق الله جميعا. إنه لا
يجوز أن تشمله أي مقارنة سلبية أو غير مهذبة أو سيئة.  إن بضعة سطور أو بعض
صفحات هي التي يستغرقها شرح معني كلمة قبيحة وتبرير أي حجة لها, لذا فما الحاجة
إلي استخدام هذه الكلمة إن كانت ستؤدي إلي الكفر؟
إنه من المؤكد بالشرح والتوضيح لمعني
الكلمة المسيئة إنها من المستحيل أن تكون “توسل” أو “كلمة
مديح” بل إنها تظل إهانة. أينما استخدمت كلمات مسيئة في هذه الكتب أو ذات
مقارنات سلبية ستبقي علي موقفها من عدم الجواز مهما كان ما قبلها وما بعدها من
الكلام. هذه أشياء لا جدال فيها ولا تحتاج إلي إثبات. إن الكتب متواجدة في
الأسواق, فيمكنكم إن تطلعوا إليها وتروا  معاني الكلمات وتتأملوا ما قبلها
وما بعدها.
يقول أشرف علي آلتانوى  :
“إذا كانت معرفة الغيب لذات الرسول صلي الله عليه وسلم صحيحة بالنسبة لشيء
ما, فإن السؤال هنا هو هل المقصود الغيب كله أم بعض من الغيب, فإذا كان المقصود
بعضا من الغيب إذا ففيم نجد الحصرية في للنبي صلي الله عليه وسلم؟ فإن هذه المعرفة
الجزئية قد أوتيها كل طفل وكل إنسان مجنون وحتي كل حيوان وكل وحش. ” (حفظ
الإيمان ص7, مطبوع بواسطة الشيخ جان محمد الله بخش, تاجران الكتب علوم المشرقي,
بازار كاشمير, لاهور, يونيو 1934)
 هل تقبلون مثل هذه الكتابات  للتانوى  أو لأبيكم أو
لرئيس الدولة أو معلمكم أو أي انسان تكنون له الاحترام؟
إنه إذا كان هناك بعض المعرفة منسوبة
إلي شخص التهانوى فإن السؤال هنا هو هل المقصود المعرفة كلها أو المعرفة بعضها ؟
فإن كان المقصود بعضها فما الذي هو حكر علي التهانوى وحده في ذلك؟ فإن هذه المعرفة
يكتسبها توم وديك وهاري ( زيد ،عمرو ،بكر ) ( العامة من الناس ) وحتي كل طفل وكل
مجنون وكل الحيوانات والحمير والفيلة.
قولوا لي هل هذه العبارة توجه أي
اهانه إلى شخص التهانوى ؟ إن إجابتكم ستكون بالطبع بنعم. إنه من المذهل أن
التشبيهات والكلمات الغير لائقة بالتهانوى أو أي من الشخصيات التي توقرونها تعتبر
من البعد عن الاحترام والفسق في الوقت التي تكون فيه بعيدة عن الكفر والفسوق إذا
وجهت للرسول صلي الله عليه وسلم, في الوقت الذي نري أنه من الثابت أن أي اهانة أو
عدم توقير في حق الرسول صلي الله عليه وسلم تعتبر من الكفر .  
 أيها القراء !  من الممكن أن تقولوا أن العلماء لم يقصدوا
أن يكونوا علي قدر من الوقاحة وأن هذه الكتابات لها معان أخري. إن لكل كلمة في
الدنيا معان كثيرة. حاولوا لبضعة من الوقت أن تطبقوا هذا علي أنفسكم ثم تردوا. إذا
ناداكم أحد ” بأولاد  الحرام” فهل ستشعرون بالإطراء فيها أم ستهرع
حمرة الغضب إلي وجنتيكم؟ فماذا إن قال نفس الشخص بعدها أنكم لا تعلمون  معني
كلمة “حرام” وانها في الحقيقة تعني الاحترام. هل ستقبلون هذا علي
أنفسكم؟ ماذا إن قال أنني قصدت أنك ولد شريف ومحترم بين الناس وإن قصدي لم يكن علي
الإطلاق الإهانة لكم؟ هل ستقبلون ؟؟
إذا لم تكونوا تقبلون هذا التفسير علي
أنفسكم فكيف تقبلونه علي الرسول صلي الله عليه وسلم؟ تذكروا ّ إن أي صورة من عدم
الاحترام سواء كانت  مقصودة أو  غير مقصودة تظل بذيئة.
إن سماع مثل هذا الكلام لا يستطيع أن
يطيقه سوي أجهل الجهلاء. لأن المسلم لا يقبل مثل هذا الكلام علي رسول الله صلي
الله عليه وسلم. تستطيعون ببساطة أن تستجمعوا أن قائل مثل هذا الكلام لا يليق بأن
يدعي بمسلم.
إنها حقيقة فكرية أن الشخص المتعلم
يوجب عليه عقابا أغلظ من ذاك الذي يجلبه جاهل علي فعلته. لأن تصرفات الجاهل نابعة
من جهله, ولكن الشخص العالم يرتكب الخطأ بقصده وبوعيه, ولذا يكون عقابه أشد.
الكلمات الكفرية الوقحة التي قد طالعتموها بالفعل قد قيلت من قِبل من يسمون أنفسهم
بالعلماء ويوجبون علي الناس طاعتهم واتباعهم. والناس الذين يطيعونهم لا يقبلون
فكرة أن يكون هناك عالم  أعمق علما منهم.
هؤلاء العلماء قد قيل لهم في حياتهم
وكتب لهم (وكل هذا مسجل) أن كتاباتهم خطأ جسيم و إلحاد وأنه يجب عليهم التوبة.
ولكنهم جميعا قد أعلنوا أن هذه الكتابات  صحيحة وأنهم  ما زالوا حتى
اليوم مصرين  علي ما كتبوا.
كنتيجة طبيعية قامت جماعة أهل السنة
والجماعة ليس فقط في المنطقة بل أيضا في مكة والمدينة والمدن العربية بالحكم
بتكفير هؤلاء العلماء الذين كتبوا مثل هذه الكتابات  ولم يتوبوا بعد استنفاد
المحاولات معهم لإثنائهم عما بدر منهم. (لمزيد من التفاصيل انظر فتاوي حسام
الحرمين). وبعد إعلان هذا الحكم, قام علماء الديوبند بتكفير من أصدره تجاههم بناء
علي معتقداتهم التي في كتاباتهم.
ولكنهم لم يتوبوا عن كتاباتهم, والسبب
في ذلك أنهم قد كتبوا ما كتبوا بإيعاز من الأعداء الكفرة بعد تسلم المعونات
والمساعدات منهم. وكيف يمكن أن يزعجوا أسيادهم الغير مسلمين؟  لم يعرفوا أنهم
كانوا يكتسبون اللعنات الخالدة بإغضاب الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وسلم
ويخلفون الارتباك والحيرة في صفوف الأمة.
إنه بعدما مات هؤلاء الناس الذين جاؤا
بهذه العبارات  الوقحة, قد سُئل خلفاؤهم أن يلقوا هذه الكتب في البحر أو
يحرقوها لما تحتويه من كفر. ولكنهم أيضا أغلقوا باب التوبة علي أنفسهم وظلوا علي
عنادهم وإصرارهم. إنهم الآن ينكرون ما هم عليه من الباطل, مم يضعهم تحت طائلة حكم
القرآن والسنة من أن تأييد الكفر هو كفر أيضا. يقول بعض الناس ان اتهامنا لهؤلاء
الناس بالكفر قد يأكل من حسناتنا, ويتساءلون فيم ينبغي علينا أن نسيء إلي الموتي؟
أليس من الممكن أن يكونوا قد تابوا قبل موتهم؟ وكإجابة أقول أن التفرقة بين
الإسلام والكفر شيء أساسي في الدين. إنه من المباح لك ألا تدعو الشخص الكافر كافرا
طوال حياتك ولكنه عندما يكون كفره مرئيا وتصرفاته علنية, كان لزاما عليك أن تدعوه
هكذا وتحكم عليه بهذا بناء علي تصرفاته الكفرية. ويُحذر في هذا الأمر في أن يقع
امرؤ في الحكم الشرعي الموضح بأن الحكم علي الكفر بغير الكفر من الممكن أن يضع
صاحبه في شرك الكفر أيضا.[1] [2]
————————————————————————————–
 [1]النص
الصريح بالتفاصيل  للأربعين ادعاء الخاص بعلماء الوهابية الديوبندية تجدونه
في كتابي أبيض وأسود( سفيد و سياه).
[2]لاحظ أنه عندما سؤل علماء
الديوبندية أنفسهم عن صحة الأقوال هذه دون التعرض لأسماء كاتبيها قد أقروا أيضا
بكفرها.
———————————————————————————————–
بالنسبة للمتسائلين لماذا
نسيء إلي هؤلاء الناس الآن وهم من الموتي ؟ أقول ان أبا لهب عم النبي صلي الله
عليه وسلم قد وقع في الوقاحة الشركية ونفس الأمر بالنسبة للوليد بن المغيرة
والعديدين, وهم جميعا سيظلون ملعونين حتي يوم القيامة لأن من أبخس الرسول صلي الله
عليه وسلم الاحترام والتوقير لن ينال سوي اللعن والنبذ من الله سبحانه وتعالي.
وردا علي احتمالية
أن يكونوا قد تابوا أقول هذا. أولا,
إن الإنسان الوحيد الذي من الممكن أن يفكر في التوبة هو ذلك الذي يعترف بخطئه
وبفسق
كتاباته. فعندما لا يقر علماء جماعة
التبليغ الوهابي الديوبندي بأخطائهم ويعترفوا بكفرهم فكيف يفكرون في التوبة ؟[1]
وحتي بجانب ذلك أقول أنه إذا علم أي
من تابعي هؤلاء العلماء قد تابوا عن هذه الكفريات والكتابات الفاسقة, فإنه من
اللازم أن يُعلن أنهم قد انثنوا عن مثل هذا الكلام أمام الناس جميعا حتي لا يصدقها
شخص من بعد أو يتبعها وبذلك ينتهي الجدال حول موقفها من الخطأ والصواب.[2]
إن بعض الناس يقولون أنه إذا كانت
بقية كتابات علامات الديوبندية صحيحة فمن الواجب عدم الحكم عليهم بالكفر من مجرد
بضع كتابات لهم, والرد عليهم أنقله عن أشرف علي التهانوى  نفسه قائلا من قبل
“إنه إذا حل شعبة واحدة من الكفر في شخص ما ولو في شيء واحد فإنه يعتبر
كافرا. (الافاضات اليومية  الجزء 7 ص 334).
بجانب هذا الكلام يجب على هؤلاء الناس
أن يتأملوا عزازيل الذي عبد الله سبحانه وتعالي لستمائة ألف سنة, وفي روايات أخري
ثلاثين مليون سنة وسجد لله سبحانه وتعالي في كل بقاع الأرض, وقد جعله الله في حين
معلم الملائكة بناءا علي معرفته ونقاء توحيده. لقد بدر من الشيطان خطأ واحد فقط,
وهو برفض السجود لآدم عليه السلام متعللا بأن آدم عليه السلام قد خلق من طين وأنه
قد خلق من نار. وبذلك يكون قد امتنع عن توقير النبوة. إن السجود الذي أمر به الله
سبحانه وتعالي لآدم لم يكن سجود عبودية بل كان سجود احترام وتبجيل. وكنتيجة لهذا
الرفض والإنكار لم ينظر الله سبحانه وتعالي إلي عبادته وتعليمه وتوحيده, ولم يعِر
أيا منها اهتماما فقط بسبب خطأ واحد وهو عدم الاحترام  لنبي الله والوقاحة قد
جعل إبليس من الملعونين إلي يوم الدين.
لقد قلت بالفعل أنه ينبغي للمؤمن أن
يكون علي يقين تام بكل جوانب الدين, ولكنه يكفي للكافر بأن ينكر أيا من ضرورات
الإيمان. تأملوا هذا ! عندما تضيع ملايين السنين من عبادة وصلاة هباء ولا تنقذ
الشيطان من اللعنة التي حلت عليه فكيف تنقذ علماء ديوبند  صلوات وعبادات
سنوات أقل بكثير ؟ إن الشيطان قد أبدي قلة احترام لنبي وقد ارتكب هؤلاء
الديوبنديون حماقات من قلة الاحترام ضد خير الرسل صلي الله عليه وسلم لا يقبلها
أحد أبدا علي شخص يوقره. في مثل هذا الموقف هل ينكر أي واحد  أن غضب الله
بعيد عن علماء ديوبند هؤلاء بكتاباتهم الملعونة ؟ اعلموا أن الخلاص يعتمد علي صحة
الإيمان وليس التصرفات أو العلم, ولهذا خذوا الشهادة علي ذلك الكلام من كتابات
أشرف علي التهانوى .
إن فتوي التهانوى  علي مؤلف
الكتاب الشهير “سيرة النبي” جناب شبلي نعمان والعالم الآخر الديوبندي
جناب حميد الدين فراهي, الذي نقلها عنه عالم من ديوبند وهو جناب عبد الماجد
دريابادي هي في ص 457 من كتابه حكيم الأمة. (طبع في مطابع أشرف بلاهور عام 1967).
 لقد كتب “قد  افتي
مولانا التهانوى  بكفر مولانا شبلي نعماني ومولانا حميد الدين فراهي, ومن
منطلق أن المدرسة تنقل أفكارهما فإن مدرسة الأصلاح هي مدرسة للكفر والشر, كما أن
العلماء الذين يشاركون في مجالس المدرسة يرتكبون شيئا بعيدا عن الدين وكفري.”
بعد قراءة هذه الفتوي, كتب جناب عبد
الماجد دريابادي خطابا مفصلاإلي التهانوى  متشفعا في شبلي نعماني وحميد الدين
فراهي  قائلا :  أن كليهما لا يكتفون فقط بصلاتهم علي أوقاتها بل أيضا
يصلون التهجد وكانوا في غاية الورع وعلّموا الناس. وعلي ذلك كان رد 
التهانوى  “كل هذه تصرفات وأعمال, والعقائد شيء مختلف. العقائد الصحيحة
يمكن أن تصطحب بأفعال شريرة والعقائد الفاسدة يمكن أن تصطحب بأعمال صالحة في شخص
واحد في أحيان. ” (حكيم الأمة, ص476).
———————————————————————————————– 
[1] تابع ما قاله أشرف علي
التهانوى  عن حكم طلاب العلم علي كفر شخص ما. يقول “يقول الناس أن
الموالي يكفرون المسلمين. أيا قساة القلب! ما هو ذنب الموالي إن كفرتم أنتم, الآن
إن دعي أقوالكم الدنسة بالكفر فما ذنب هذا الملّا (المولي) ؟ الموالي(جمع مُلا) لا
يكفرون أحدا. الناس يختارون الكفر بأنفسهم. الموالي فقط يصدرون عليهم الحكم
بالكفر, توبوا إلي الله وجددوا إيمانكم وزواجكم. إن الموالي لا يدفعون أحدا للكفر
ولكن قولوا لهم ما ارتكبتهم من كفر. ” (خطبات حكيم الأمة ص40 جزء “محاسن
الإسلام). يذكر أن المفتي محمد شفيع قد نقل كلمة في كتابه “كفر وإيمان”.
(لمزيد من التفاصيل حول هذا الأمر تابع كتابي “أبيض واسود”).
[2] من المعلوم أن منظمة في لاهور
تسمي مجلس صيانة المسلمين قد بدأت عنوة في تغيير هذه الكتابات الكفرية لعلماء
ديوبند بأنفسهم. والمعني الواضح لذلك هو أنهم يرونها من الكفر, وإلا فلم يغيرونها؟
وإذا كانوا الآن يعترضون علي صحتها فلم لا يعترفون بذلك علانية؟ هل التستر علي كفر
الآخرين ليس بكفر بدوره؟ لابد أن يري علماء ديوبند المعاصرون ما قاله شيخهم محمد
زكريا الكاندهلوى ، إنه يقول “كيف يكون من المسموح أن يغير انسان ما كتبه
إنسان آخر في كتاب؟ ” (في مشاكل تتعلق بكتاب الفظائع والإجابة عليها في أواخر
هذا الكتاب).
———————————————————————————————– 
في مكان آخر, يقول التهانوى في نفس
الوقت, “إذا تحدث عن الدين شخص بعيد عن الدين , سيكون كلامه مغلٌفا بالظلمة
وستكون كتاباته أيضا علي قدر من هذه الظلمة. ولهذا وجب تجنب صحبة الناس البعيدين
عن الدين وكتبهم, لأن قراءتها لها نفس تأثير صحبتهم. ” (كمالات أشرفية 
ص69. طبع بمكتبة تهانوى , كراشي).
 الآن انظروا ما هى مكانه هذا التهانوى في أعين أصحاب جماعة
التبليغ . إن مؤسس جماعة التبليغ وهو محمد إلياس يقول ” قد انجز  مولانا
تهانوى عملا عظيما. ان أمنيتي ان أقوم بنشر  تعاليمه  باسلوبى و منهجى
وبذلك يعرفها الناس جميعا.” (ملفوظات ص57).
 إن مؤسس جماعة التبليغ نفسه قد كشف أن غاية تأسيسه للجماعة
ودعوتها هو لنشر تعاليم شيخهم التهانوى . ولذلك فهو من الواضح أن أشرف علي
التهانوى هو محور الوعاء الفكري أو الإيدولوجي لجماعة التبليغ. يقول
التهانوى  أيضا “إن الأعمال والتصرفات شيء والإيمانيات والعقائد شيء
مختلف عنهم. وهذا التوضيح أيضا قد تم وضعه في كتاباته أنه ليس من الضروري أن تكون
أعمال فاسد العقيدة كلها فاسدة, وهذا يعني أن الشخص الذي فسدت  عقيدته من
الممكن أن يكون مصليا ، ومن الممكن أن يكون لدي الشخص التارك للصلاة  عقائد
سليمة. “
لقد أوضح أن إيمان المرء لا يعتمد فقط
علي النطق بالشهادة وإقامة الصلاة, بل في الحقيقة يعتمد الايمان علي التمسك
بالعقائد السليمة. إن الالتزام بالصوم والصلاة ليس له أي أهمية إذا فسدت عقيدة
المرء. إن الشخص الذي يحتفظ بعقيدة خاطئة يعتبر بلا دين, وكتاباته وخطبه تؤدي إلي
الضلال, وإذا تكلم عن الدين أيضا لن يكون الكلام خاليا من الإضلال.
ومن ثم قد نصح الناس باجتناب صحبة
هؤلاء الناس, كما نصحهم بتجنب كتاباتهم حتي لا تجرفهم في طريق الضلال. لقد كتب
أيضا أن أي مدرسة دينية أُنشئت بواسطة أناس مغلوطة معتقداتهم لا تعتبر مدرسة
للإيمان, بل تعد مدرسة للكفر والفسوق, ومن يربط نفسه بها أو يشارك في تجمعاتها
يحتمل من الكفر والبعد عن الدين.
فقط تأملوا, لقد حكم  شيخ
التبليغيين التهانوى علي بعض من علماء طائفته المشاهير بالكفر بسبب معتقداتهم
الخاطئة. ولم يلتفت إلي صلاتهم ولا نشاطهم التعليمي, وأسمي مدرستهم بمدرسة 
الإلحاد, وألحق الكفر بمن يحافظ علي صحبتهم أو يقرأ كتبهم.[1]
إذا كان في الحقيقية أن
التهانوى  هو المصدر الوحيد لوعاء جماعة التوحيد التبليغية الفكري, فإنه طبقا
للتهانوى نفسه إذا كان لأحد الناس معتقدات خاطئة فالصلاة لا تشفع له. ويقول
التهانوى  ان الاحتفاظ بصحبة هؤلاء الناس والمشي معهم ومجالستهم وقراءة كتبهم
من الكفر والبعد عن الدين. إن علماء ديوبند أنفسهم قد قالوها صريحة أن عقائد معلمي
جماعة التبليغ  محتوية علي جهل تام وبعد عن الصحة. لذا فإنه من المثبت عن
طريق مصدر الجماعة الفكري التهانوى  وطلاب العلم الرائدين لجماعة التبليغ أن
الاحتفاظ بصحبة جماعة التبليغ أنفسهم والمشي معهم أو مجالستهم, أو قراءة كتبهم من
الكفر والبعد عن الدين.
أعزائي القراء ! عندما نقول نفس الشيء
أمامهم نعد جناة, مع أنهم لابد عليهم من التبرؤ من أجدادهم لأنهم هم وحدهم قد
كشفوا ما علي عقيدتهم من فساد.
إن العالم الديوبندي عبد الرحيم شاه
(وهو الذي عمل لوقت طويل مع خليفة خليل أحمد الأنبيتهوى(وهو مؤلف براهين قاطعه)
ومع مؤسس  جماعة التبليغ محمد إلياس وابنه محمد يوسف, وهو أيضا  ذا
مكانة خاصة لديهم. ) يقول إن هؤلاء الناس يتبنّون الأعمال التي تنتمي إلي طلاب
العلم الذين لا يعود العيب فيهم فقط إلي قصورهم في فهم الدين بل إلي خستهم
———————————————————————————————— 
[1] لابد أن يقرأ الديوبنديون فتوي
إمامهم التهانوى  بأعين متفتحة ويقولوا لنا أنه ليس من الظلم أن يُسمّي
أعلى  حضرة مولانا شاه أحمد رضا خان البريلوى (رحمه الله) بمكفر المسلمين.(أي
الذي يحكم عليهم بالكفر) لأنه قد أصدر فتوي تكفير ضد الكتابات الإلحادية لبعض
علماء ديوبند بعد استنفاد كل محاولات الجدال معهم بكل الطرق؟ الحقيقة أن تسمية
مسلمين حقيقيين بأنهم مشركين ومبتدعة وكفرة هي ليست من فعلنا بل هي عادة وممارسات
————————————————————————————————
علماء الوهابية الديوبندية وشغلهم
الشاغل.
 وإساءتهم للمجتمع بأسره بسبب شرهم وجهلهم وأفعالهم السيئة.
تخيلوا إن أخذ الغراب ولاية علي قوم فإلي أين سيقودهم؟ إلي حتفهم وهلاكهم بالطبع.
(أصول دعوة التبليغ ص4).
ويستطرد عبد الرحيم شاه قائلا ”
أنا أقر أمام الله الشهيد علي أعمالي أنني أقوم بنقد جماعة التبليغ رغما عني وليس
برغبتي لأن هذا هو من أصول الدين ومسئولية غاية في الجدية أمام الله سبحانه
وتعالي. لأنه عندما يقوم قائد غير ناضج بخطب علنية تجيز أشياء لا تجوز للناس في
شريعة الله سوف يتخطون الحدود في أشغالهم الدنيوية ويتميزون فيها ويتجاهلون جوانب
الدين الأخري مهما ذُكّروا بها مرارا وتكرار ومهما كلمهم الناس عن مسئولياتهم, فهم
لم يتوقفوا أبدا عن أخطائهم, مما يوجب قول حقيقتهم للناس سواء قبلوها أو لا.
” (أصول دعوة التبليغ ص52).
يقول المجادل الوهابي الديوبندي
الشهير منظور أحمد نعماني , منتقدا أبناء عقيدته من التلبيغيين:  “هذا
الخطأ يحدث عندما يوكل هؤلاء الناس بالكلام إلي الناس علانية في المجالس والخطب
دون أحقية ودون أن يكونا أهلا لذلك, فهم علي العكس غير واعين بهذه المهنة, ولا
يلتزمون بحدود معرفتهم في الكلام. إن هذا بالفعل يحدث كثيرا وهذه المسألة بلا شك
واحدة من أعظم ما يشغل المسئولين عن ذلك العمل”. (تذكرة الظفر ص244 مطبوعة في
مطبوعات العلمي, كمالية, فيصل أباد 1977).
يقول جناب أبو الحسن علي
الندوى:  ” كان مما يؤرق مولانا أشرف علي التهانوى  هو كيف سيقوم
هؤلاء الناس المنتمون  إلي جماعة التبليغ بتحقيق مسئولية التبليغ بدون كسب
العلم, ولكن عندما أوضح مولانا ظفر أحمد  (وهو ابن أخت التهانوى )لمولانا
التهانوى أن دعاة جماعة التبليغ لن يتحدثوا عن أي شيء سوي ما قد أُمروا به
 وقتئذ قد احس مولانا تهانوى بالرضا”. (ديني دعوت ، ص126 طبع بإدارة
إشاعات الدينية بنيو دلهي).
بعد نقل هذا الموقف, قال عبد الشكور
ترمذي, وهو من كتب قصة حياة جناب ظفر أحمد آلتانوى   عثماني في كتاب تذكرة
الظفر, يقول:  “إن من أشد ما يحط من رضا حضرة تهانوى  هو أن ينحرف
طلاب العلم لجماعة التبليغ في خطبهم عما رسمه لهم من مساحة لا تتعدى  مبادئ
الدعوة البسيطة. إنه من الملحوظ في يومنا هذا أن التبليغيون قد تخلوا عن هذا
المبدأ وصاروا يتحدثون عن أشياء أخري رغم علمهم البسيط ويذكرون القصص والعبر التي
دائما ما يتخللها تعديهم لدائرة علمهم. (تذكرة الظفر ص242).
يقول جناب ظفر أحمد عثماني : ”
باختصار إن الطريقة الحالية من الدعوة في جماعة التبليغ تفشل فشلا ذريعا في خلق
تميز في المعرفة الدينية وتوفير الخبرات اللازمة للعمل في مجالات مختلفة للدين.
(تذكرة الظفر ص252).
وستطرد آنفا “الدعوة عن طريق
الناقصين لا يوثق فيها بالمرة.” (تذكرة الظفر ص 253)
إن العبارة القادمة تحتاج إلي اهتمام
من نوع خاص, ففي ص241 من هذا الكتاب يقول جناب عبد الشكور الترمذي:  “إن
حضرة مولانا ظفر لم يفكر أبدا في أن يلتحق بجماعة التبليغ أو أن يعمل فقط بالتعاون
معها حتي تكون قادرة علي إحداث التغيير”
أعزائي القراء!  إن هذه العبارات
المنقولة توضح لنا أن الناس في جماعة التبليغ قد تخطوا حدودهم وصاروا مثل الضفادع
التي تصدر نقيقها كل موسم وهم يحاولون أن يدخلوا مجال الدعوة دون علم كاف. إن دعاة
جماعة التبليغ لازال ينقصهم الكثير ودعوتهم غير موثوق في صحتها. إنه لا يوجد سبيل
لتحقيق الإصلاحات عن طريق الالتحاق بجماعة التبليغ والدعوة باسمها, فكيف يصلحون
أناسا آخرين وهم غير قادرين علي إصلاح أنفسهم. إن علماء ديوبند الوهابيون أنفسهم
غير راضين بمعتقدات الجماعة ولا تصرفاتها.
إن كل إنسان يعلم أن الكتب في مجال
الطب موجودة في الأسواق. إذا حاول أحد الناس أن يفتتح عيادة عن طريق قراءة
بعضهافانه  يكون مسئولا عن كوارث وخيمة لأنه بقراءة كتب الطب وحدها لا يستطيع
أن يكون أحد الناس طبيبا أو جراحا, بل يحتاج إلي تمارين عملية خاصة تحت إشراف
خبراء في المجال. إن كل إنسان لديه صيدلية (مركز بيع الأدوية) يعلم في أي مرض
يستخدم كل دواء, ولكنه لا يعرف أسباب المرض وحقيقته في الأساس, لذا فمن غير
المعقول أبدا أن يُستعاض عن الطبيب بالصيدلي. إن هناك مثل  مشهور يقول :
” إن كل إنسان يقوم بوظيفة هي حكر عليه وحده وإذا حاول شخص من الخارج أن
يقتحم مجال عمله فستبوء كل محاولاته بالفشل. “
إن الله سبحانه وتعالي لم ينزل الكتاب
فقط بل أرسل  الرسول صلي الله عليه وسلم ايضا ليعلّم الكتاب والحكمة ، ومن ثم
يكون الكتاب مفهوما. ولهذا يقول عبد الرحيم شاه :  “إن الإنسان لا يمكن
أن يشغل وظيفة مهما كانت بسيطة دون أن يكتسب شهادة في مجالها, ولكن جماعة التبليغ
تري أن أمور الدين من السهولة التي تجعل الناس في غني عن الدراسة و الشهادات وتجعل
أي إنسان يريد أن يخطب في الناس يقول ما يريد علانية. ” إن الطبيب الدجال هو
خطر جسيم علي حياة المجتمع ومثله يكون المُلّا (المولي) الدجال خطرا علي إيمان
المجتمع. (أصول دعوة التبليغ ص54).
أعزائي القراء, إن هؤلاء الناس يقال لهم
إذا هموا بالخروج من منازلهم للدعوة بأنهم سينالون الثواب الوفير, ولكن هؤلاء
الناس لا يستوعبون أنه كما يكون الركاب في خطر من أن يفقدوا حياتهم إذا قاد إنسان
لا يجيد قيادة   مطيتهم و  يكون إيمان الناس في خطر إذا تولي إنسان جاهل
أمور الدعوة.
إن الرسول صلي الله عليه وسلم الذي
بفضل الله قد علم من الغيب قد قال:  “إن الله لا يقبض العلم انتزاعا
ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ
الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا”
والحديث رواه البخاري 
ومسلم.  وقال أيضا أنه من علامات الساعة قيام الناس علي أمور الدين وهم غير
أهل لها, وهو ما يعني أن هؤلاء الجهلة من الناس سيقولون مثل هذه الأشياء التي من
شأنها أن تدمر الناس وتهلكهم, وقد أوضح صلي الله عليه وسلم أن ذلك سيكون أحد
علامات الساعة. انظروا إلي جماعة التبليغ الذين رغم كلامهم عن كلمة التوحيد
والتزامهم بالصلاة بعيدون جدا عن الحقيقة والعلم الشرعي ويضلون أنفسهم ويضلون
الناس معهم.
يكتب عبد الرحيم شاه قائلا: 
” إن هلاك تارك الصلاة مقصور عليه وحده ولكن ضرر هذا الشيء الآخر يمتد إلي
المجتمع بأسره فسادا. (أصول دعوة التبليغ ص54).
هذا يعني أنه من يبتعد عن الصلاة يؤذي
نفسه فقط, ولكن الشخص الذي يحافظ علي صلاته وينشر تعاليم خاطئة عن الدين يدمر جيلا
بأكمله. فإن ضرر الشيء الأخير مثل الوباء, يستشري في غيره من الناس.
يقول طالب علم أخر من جماعة التبليغ
:  “إن تبني اسلوب محمد إلياس في الدعوة علانية لا يرضيني على  رغم
أنني قد اكتسبت المعرفة الكاملة عن أسلوبه وجماعته. “(تنبيهات ص12).
عن كتاب جماعة التبليغ المسمي
“بفظائل التبليغ ” وعن إعلان حركة جماعة التبليغ كبرهان لفضائل الدعوة
يقول عبد الرحيم شاه “إنه لتناقض غريب أنه في بعض المواضع تعلن أنه سنة نبوية
وفي مواضع أخري تعلن أن مولانا محمد إلياس هو من أسسها”. (أصول التبليغ
ص150).
لنستفيض من الأمر أكثر, ها هو احتشام
الحسن الكاندهلوى , وهو زوج أخت محمد إلياس ومساعده الخاص وقرينه من الطفولة إلي
سن كبيرة, ها هو يكتب في خاتمة كتابه “الطريق المستقيم في الحياة”
المطبوع تحت عنوان “تحذير هام”. اقرؤوا هذا وتأملوه مليا, إنه يقول
“إن الطريقة الدعوية التي أقيمت استخدمت حديثا في بستى نظام الدين (وهي مكان
في دلهي) في رأيي الخاص وحسب علمي لا تتسق مع القرآن والسنة ولا مع الطريقة
الحقيقية لحضرة مجدد الالف الثاني وحضرة شاه ولي الله المحدث الدهلوى وطلاب العلم
الصالحين. “
“إن المسئولية الحقيقية للعلماء
المشاركين في الدعوة هي الالتزام بالقرآن والسنة وطرق وشيع الأئمة السابقين
والعلماء الصالحين. إنه شيء يفوق فكري وفهمي .إن عملي  (الدعوة للتبليغ) الذي
أتممته في خلال حياة حضرة مولانا إلياس قد امتاز  بالالتزام التام بالمبادئ
وكان يقع في إطار البدعة الحسنة. ولكنه الآن بعد إدخال هذه الأشياء الباطلة عليه
لا يمت للبدع الحسنة بصلة. إن نيتي هي فقط أن أبرئ ذمتي. “
لقد كتب العالم الديوبندي محمود حسن
جنجوهى ردا علي احتشام الحسن الكاندهلوى , “لقد كنت إلي الآن متصورا أنك قد
تركت العيش في نظام الدين وقد انتقلت نهائيا للعيش في كاندهله  بسبب سوء
حالتك الصحية وبذلك لم تتمكن من المشاركة في العمل الدعوي. ولكن كتابتك هذه تجعل
من الواضح أن السبب في عدم مشاركتك هو رؤيتك أن هذه الدعوة لا تراها عملا إيمانيا
بل عملا ينشر الضلال” (ششمه افتاب ،  ص7).
إن مُجمّع هذا الكتاب المذكور أخيرا
وهو جناب قمر الدين المظاهرى يكتب في المقدمة:  “إن مولانا احتشام الحسن
الكاندهلوى  واحد من مؤسسي هذه الحركة. ولكنه مؤخرا بعد أن قام بنقد جماعة
التبليغ بقوة قد أعلن أنها جماعة تدعو الناس إلي الضلال. (ص3 من نفس الكتاب).
أيضا انظروا إلي هذه الجملة من خطاب
الشيخ محمد زكريا الكاندهلوى  في ص11 من نفس الكتاب. إنه يكتب: 
“بالتأكيد قد سمعت أيضا أن بعض خلفاء التهانوى  وتابعيه من جماعة
التبليغ لا يحبون ذلك.
 يكتب عبد الرحيم شاه “إن اعتبار بدعة وكأنها سنة هو قصور
من الإيمان. إن الخلاص يُبني علي العقيدة السليمة وليس الأعمال الصالحة. (أصول
دعوة التبليغ ص64)
أعزائي القراء ! لقد رأيتم لتوكم
حقيقة جماعة التبليغ في كتابات علمائهم. لذا فإنني في غير حاجة إلي أن أعلق عليهم
أو أبدي أحكاما. إنهم يكذبون أنفسهم بأقلامهم. الآن عليهم فقط أن يقرروا, إذا كان
أجدادهم علي صواب أم لا, فإذا أعلنوا أنهم علي صواب فقد ثبت بالفعل العكس, وإذا
قالوا ذلك إيضا فإنهم يثبتون بذلك الكذب والتدليس علي كبيرهم وصغيرهم, وسيستنتج كل
من يقرأ ذلك.
نحن- أهل السنة والجماعة – الذين
يسمينا هؤلاء الديوبنديون” بالبريلوية” سيئون في أعينهم لأننا نريهم سوء
كتاباتهم وعندما نسألهم أي من الأصوات والآراء معبر عن فكرهم يردون علينا بأقذع
الألفاظ. إنه ليس بأيديهم شيء سوي أن يتهمونا بالكفر والبدعة.
ولكن انظروا إلي العناية الإلهية,
فإنهم يرتكبون نفس الأشياء التي يسمونا كفار ومبتدعة بسببها. فإن نفس الأشياء التي
يرونها لاتجوز ومحرمة يفعلونها بأنفسهم وبذلك يكونون مخطئين علي صعيدين. فمن ناحية
مخطئين في تحريم شيء أجازه الله ومن ناحية أخري مخطئين في فعل نفس الشيء الذي
يدّعون حرمانيته. ماذا لهؤلاء الناس غير غضب الله في الدنيا ؟
إنكم قد تتساءلون الآن إذا كان هؤلاء
الناس يجوبون بقاع الأرض ليدعوا الناس إلي التمسك بالصلاة والصوم[1] ويحثونهم علي
نطق كلمة التوحيد فكيف يدعون بأناس مضلين؟[2] سأقول لكم أنكم قد قرأتم الإجابة
بالفعل من كتابات التهانوى  والتي أعلنت أنه إذا تكلم أحد الناس ممن لديهم
قصور في فهمهم للعقيدة الصحيحة لن يكون كلامه خاليا من الضلالات. وعلي الرغم من أن
رد التهانوى  غير واضح بصورة كافية, دعونا نوضحه بلفظ أسهل.
 إذا دعاك شخص ما ممن يبدو علي
وجوههم سيمات الصلاح ويحافظ علي الصلاة والصوم علي حلوي وهي تتكون من المكونات
التالية : 40 جرام من الدقيق الناعم, و25 جرام من السمن, و30 جرام من السكر و4
جرام من الفستق واللوز. وهناك إلي جانب هذه المكونات جرام واحد فقط من سم قاتل وقد
ثاب كليا في الخليط وهو لا يري. إن الشكل الجميل الجذاب هو فقط المرئي, منظر السمن
اللامع والفستق واللوز. إذا قدمت إليك هذه الحلوي وقد قيل لك أنها تحتوي علي
الجلوكوز والفيتامين
———————————————————————————————– 
[1]ربما يظن الناس أن جماعة التبليغ
الوهابي هذه قد أتت إلي النور من أجل الإرشاد والإصلاح
والحث علي الصلاة والصوم. وبالنسبة
إلي هذا فقد رأي القراء في هذا الكتاب كلمة مؤسس جماعة التبليغ محمد إلياس التي
أوضحت أنه يريد نشر تعاليم أشرف علي التهانوى  بطريقته الخاصة قاصدا بذلك
تحويل الناس إلي الديوبندية. من الممكن أيضا للقراء أن يروا كلمة أخري لمحمد إلياس
صهيب في كتيب “الدعوات” وجناب عبد الحسن علي نادفي في كتابه “ديني
دعوات ص234”. يقول أنه (إلياس )قد أخبر أحد أقربائه وهو جناب ظهير الحسن أنه
لا أحد يفهم هدفه الأساسي. الناس تظن أن جماعة التبليغ هي حركة صلاة في المقام
الأول, وأنا أقر بتعهد أن أنها لا تعني بالصلاة. إنه قد قال في يوم لميّان ظهير
الحسن آسفا أنه يجب أن يوقظ أمة جديدة.
لابد أن القراء قد عرفوا الآن أن
كلمات محمد إلياس  مؤسس جماعة التبليغ لا يهدف إلي ما يرمي إليه أعضاؤها
الآن. إنهم يتجولون بدلا من تدريس الصلاوات التي هي غطاؤهم الكاذب, ومهمتهم
الحقيقية هي خلق أمة جديدة متفرقة عن المسلمين. وقد قال محمد إلياس آسفا أن هذا
الهدف لا يفهمه أحد. لقد اعترف بأن جماعة التبليغ ليست حركة لنشر الصلاة, وبذلك
يكون من يدّعي ذلك كاذبا, وإن أسموا نفسهم صادقين يكونوا بذلك يكذبون محمد إلياس .
[2]جناب مرتضي حسن دربانجي
يقول”إن من يدعي الإسلام والإيمان ويتفوه بشيء يهين الرسول صلي الله عليه
وسلم ويهجره وينكر أساسيات الدين هو ليس مسلما علي الإطلاق, وهو في أعين الجميع منافق
وكافر. “(أشد العذاب ص
 5)
———————————————————————————————–
وبعض العناصر الأخري الغنية بالطاقة
فانظر كيف سيكون جمال شكلها. فإذا طُلب منك أن تأكلها فهل سوف تفعل ذلك؟ بالطبع لن
تفعل. سوف يخبرك الرجل بجمال ولمعان السمن النقي وعذوبة السكر وقرمشة الفستق
واللوز وفوائدهما. ولكنك ستقول أنه بالرغم من أن 99% من المكونات نقية واصلية
ونظيفة ومفيدة فإنها أيضا تحوي جراما من السم النقي, فكر أيضا في تأثيره. سيقول لك
“إن كل المكونات مرئية, أين يري السم؟ إن المكونات الأخري غالبة علي الطعم
وفي غاية القوة ومفيدة”. ستقول مجيبا “إن احتواء جراما واحدا من السم قد
يلغي فوائد 99 جراما آخرين من أجود المكونات. حتي ولو كان هذا السم غير مرئي فهو
مخلوط مع المكونات. وما يقدمه من ضرر لا يدفعه ال99 جرام الآخرون.
قرائي الأعزاء!  إن هذا هو مثل
جماعة التبليغ الوهابية الديوبندية. اللمعان في السمن يحاكيه ضوء الصوم والصلاة.
فوائد التبليغ يمثلها فوائد العناصر الغذائية ولكن يتخللها ضرر جسيم هو الأخطاء
الفكرية التي تروجها هذا الجماعة من تطاول علي الرسول صلي الله عليه وسلم وعلي
الصحابة وأولياء الله  فتكون بذلك للإيمان مثل السم للجسد. وقد وعيتم جيدا
أيها القراء أن الخلاص بالعقيدة السليمة وليس بالأعمال وحدها, فلو أن شخصا قد تقدم
بصلاة ملايين من السنين دون عقيدة سليمة فلن يكون هذا ذا فائدة له بأي شيء.
إن العالم الديوبندي أحمد علي
 اللاهوري يكتب في الصفحة الثمانين من منشوره “عن أسباب عدم رضا العلماء
المهتدين بالمودوديات” تصوير مشابه لذاك الخاص بأبي الأعلى المودودى .,
إنني أنقله لتأييد موقفي, وهذا ما
يكتبه :” تخيل أن (10) عشرة كيلو من اللبن قد وضعت في إناء مفتوح من فوق, ثم
جاء شخص ما باثنى عشر جرام من لحم الخنزير وأغطسه في اللبن. سيقول أي مسلم إذا عرض
عليه شرب اللبن أنه لا يمكنه ذلك لأنه قد أصبح حراما. سيقول العارض بعد ذلك أن
اللبن وزنه (10) عشرة كيلو فلم تبالي فقط باثنى عشرجرام من  قطعة لحم
الخنزير, فإن هناك من حولها اللبن الخالص. سيقول المسلم أن اللبن كله قد صار حراما
بسبب هذه القطعة البسيطة من لحم الخنزير. إن هذا المثال ينطبق علي كتابات مودودى.
فعندما يقرأ المسلمون قوله بأن “هناك نجاسة وجهل حول الكعبة المشرفة”
فأنهم لن يكونوا أبدا علي وفاق مع أي من كتاباته حتي يتوب ونزع قطعة الخنزير من اللبن.
أعزائي القراء ! أن حكم علماء ديوبند
الذي أصدروه علي المودودي هو نفس الحكم الذي ينبغي أن يكون منا علي  علماء
التبليغ الوهابي الديوبندي ومؤيديهم. وحتي يتوب هؤلاء الناس من كتاباتهم الفاسقة
المتغطرسة ويعلنون تبرؤهم منها ويصححوا معتقدهم أمام الناس ويخرجوا قطعة الخنزير
من اللبن والسم من الحلوي لن تغير الأمة الإسلامية شيئا من موقفها تجاههم وتجاه من
يؤمن بهم. لأن الديوبنديون أنفسهم يعلمون أن العبرة بالعقيدة وليس بالعمل.
إن الحل الوحيد يتشكل في أن يعترف
تابعو الجماعة الديوبندية بأن علماءهم قد اقترفوا اثما بمثل هذه الكتابات التي هي
منافية للقرآن والسنة. إن سكوتهم علي مثل هذه الكتابات يضعهم في نفس خانة الفسوق
مثل كاتبيها وأي شخص يصدقها يدخل معهم في نفس الخانة. لأن من المعلوم انه من غير
الممكن أن تُغير الشريعة ولكن فكرنا وحكمتنا هي التي يجب أن تتغير طبقا للشريعة.
إنه عندما يقر التبليغيون ذلك سينتهي
كل الجدال الدائر. ولكن للأسف عندما طُلب من هؤلاء التابعين للجماعة التبليغية أن
يستنكروا أخطاء سلفهم رفضوا رفضا تاما.
الآن لابد أن يقرر القراء أنفسهم.
عندما يتمسك الديوبنديون بإصرارهم وعنادهم علي الخطأ فكيف يتغير فيهم حكم القرآن
والسنة؟ ماذا عن الناس الذين طبع علي قلوبهم وقد انغمزت في غياهب الضلال, ولا تود
أن تفرق بين الحق والباطل؟ إن القرآن قد أصدر حكمه عليهم “لكم دينكم ولي
دين”.
في الختام, أقول فقط هذا لقرائي.
عندما تسألون في قبوركم عما كان اعتقادكم نحو الرحمة المهداة والنور المجسد
والشفيع المرسل صلي الله عليه وسلم (قبل موتكم), وفي يوم القيامة عندما تكون الأرض
والشمس علي مسافة ميل وربع ميل من بعضهما البعض, عندما يعبأ كل الناس فقط بذاتهم
مرددين “نفسي نفسي” حتي ينجوا من عذاب الله, لن يكون هناك أي وسيلة
للحماية سوي ظل رحمة الرسول صلي الله عليه وسلم. إذا متم وأنتم حاملون  لهذه
الأفكار الكفرية, فكيف ستحمون أنفسكم من غضب الله وقتئذ؟ فكروا بنفسكم  .
إن أعلى  حضرة إمام أهل السنة,
مولانا شاه أحمد رضا خان البريلوى (رحمه الله), كان فقط يردد هذا.    
       
           
    “Aaj Lay
 Unkee Panaah Aaj Madad Maang Unnsay”
Kal Na Maanayñ Gay Qiyaamat Mayñ Agar Maan Gayaa”
أي الجأ إليه اليوم صلي الله عليه
وسلم واطلب شفاعته اليوم, لأنك إن حاولت أن تفعل ذلك لأول مرة في يوم القيامة لن
تنجح محاولاتك. (لاحظ أن أهل الديوبندية الوهابية قد طلبوا من رفقائهم رفض هذه
الكتابات الوثنية. وكتابات عامر عثماني قريب شبير أحمد عثماني في “تجلي”
الشهرية التي تنشر من ديوبند دليل علي ذلك).
أعزائي القراء! في هذه النقطة, هل
تحبون أن تعرفوا سر إصرار علماء التبليغ الوهابيين الديوبنديين علي موقفهم وعدم
إذعانهم بالحق ولماذا تحولوا ذلك التحول لأنهم لم يكونوا كذلك من قبل, ولماذا
صاروا فجأة مؤيدين للجماعة النجدية الوهابية التي تمولت من لورنس جزيرة العرب وبعد
إظهار عدم الاحترام للنبوة مثلهم, فهم قد قالوا أشياء كفرية بنبرة صوت الشيطان.
تابعي جماعة التبليغ الديوبندية الحاليين لماذا يصرون علي كتابات أجدادهم
الإلحادية ؟
لماذا لا ينهوا هذه الانشقاقات
باعترافهم بالخطأ, وما هو السبب الحقيقي وراء ذلك؟
إنني أقول بكل صراحة وصدق وخوفا من
الله أن اليهود والنصاري وكل الكفار والمنافقين أعداء لله سبحانه وتعالي ونبيه صلي
الله عليه وسلم. فالقرآن قد قص حقيقتهم بالتفصيل.
أنتم تعلمون أنه شيء طبيعي ورد فعل
نفسي ذلك الذي يحدث عندما تنكشف حقيقة احد الأشخاص الملحدين ويظهر وجهه الحقيقي
القبيح وهو أنه يُجرح بشدة. ثم يبدأ بإبداء عناد أكبر بدلا من السعي لإصلاح نفسه.
وتُسعّر بداخله نيران العداوة والغضب والحسد, لدرجة أنه قد يبدأ في أخذ خطوات
انتقامية. إن اليهود والنصاري كانوا في غاية العضب والغيظ من تمدد الإمبراطورية
الإسلامية بواسطة الرحمة المهداة صلي الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم, وكانوا في
غاية الحزن علي هزيمتهم وإهانتهم, وهم الذين حرموا من أماكن لها أهمية كبيرة مثل
خيبر وبيت المقدس.
لقد رأوا أنهم الآن لن يستطيعوا أن
يستردوا مملكتهم الضائعة وقوتهم وطاقاتهم, ولن يستطيعوا مجاراة الامبراطورية
الإسلامية. ولذلك اجتمعوا في خبث ليعدوا خططهم الملتوية السرية, والتي يحتفظون
بتفاصيلها في كتب أثرية. هذه الجماعات المحاربة للإسلام قد استوعبت أنهم قد فضحوا
وقد طردوا من بلادهم وأصبحوا في غاية الضعف, لذا وجدوا أن الوسيلة الوحيدة في
اختراق المسلمين وتدمير وحدتهم وقطع أواصر الأخوة بينهم تكمن في ضرب الوقيعة
بينهم. فماذا لو أصبحوا مثل المسلمين في الظاهر وأعلنوا كلمة التوحيد وتمسكوا
بالصلاة وبظاهر الدين حتي يجنوا الحرية ليستقروا في أماكنهم, ثم يجعلوا المسلمين
فريسة للقلق والتشتت بعدة خطط تجعل المسلمين ينقلبون علي بعضهم البعض وينشغلون
بنزاعاتهم الداخلية عنهم حتي يوهنهم ذلك الأمر فيتمكن اليهود والنصاري من استرداد
خيراتهم التي أخذت منهم ويستعمروا أراضيهم مجددا!
لهذا الأمر, عُين اليهودي عبد الله بن
سبأ علي قيادة هذه الحركة واعتنق كل أتباعه الإسلام نفاقا وكذبا. وبدأت هذه
الجماعة التآمرية في العمل علي خطط قذرة. فتسببوا في شهادة سيدنا عمر الفاروق رضي
الله عنه, وشهادة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه, فكل هذا كان نتيجة لتآمرهم
الشرير.
بدأت الحركة في نشر الداعين لها في
الدولة الإسلامية. وقد تم هذا باستمرارية من جيل لجيل. رأي هؤلاء الناس أن
المسلمين لديهم حب متيّم للرسول صلي الله عليه وسلم. حب قد يجعلهم يضحون بأرواحهم
وأموالهم وكل شيء باسم الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وسبب هذا
الحب هو كمال وجمال وتفرد المصطفي صلي الله عليه وسلم.
لهذا قررت الجماعة المنافقة المضادة
للإسلام ومؤيدوها أنه إلي أن يدمر هذا الحب, وانهم لن يستطيعوا التخلص من القوة
الحقيقية للمسلمين وستستمر وحدتهم. وقد أظهر هؤلاء الناس لليهود والنصاري الولاء,
ولذلك ترك اليهود والنصاري لهم كنوزهم يتصرفون بها كيف شاؤوا.
إن العوامل التي رجحت من كفة المسلمين
هي الحب الجم لله, ورسوله صلي الله عليه وسلم, وروح الجهاد في سبيل الله. هذه
الجماعة المتآمرة ومؤيدوها  قرروا بإدخال أفكار معينة من خلال الخطب
والكتابات وكل وسيلة ممكنة سيتمكنوا من إحداث الاحتكاكات بين المسلمين, ويتحول
جهادهم في سبيل الله إلي معارك ضد بعضهم البعض.
ولهذا السبب, بدأت تُدلّس معاني
القرآن والحديث الشريف, الأشياء التي كانت من المحرمات صارت مشروعة والأشياء
المشروعة صارت محرمة. صارت الفضائل وأعمال الخير يطلق عليها اسم البدع. وعلي نحو
مخالف لتعاليم الدين سمي هؤلاء الناس بالعلماء, وسمي خصومهم بالمبتدعة المضلين.
وبدأ ادخال أشخاص من مدعي النبوة.بدأت سلسلة من عدم الاحترام والإهانة لذات الرسول
صلي الله عليه وسلم الشريف, وزوجاته, وصحابته, وآل بيته, ,وأولياء الله الصالحين
رضي الله عنهم أجمعين, فبدلا من سرد محاسن هؤلاء الناس الصالحين, بُدئ في الترويج
لأشياء عن عيوبهم الشخصية حتي يتلاشي حبهم من قلوب الناس. وعندما يقال للناس أن الأنبياء
وأولياء الله الصالحين ليس لديهم خصال حميدة وأنهم مثل الناس العاديين وأنهم
مخطئون يبدأ الحب ورغبة الناس فيهم أن تفتر. وعندما ينتهي الحب تنتهي أيضا الإرادة
وتنتهي سلسلة الجهاد.
بفضل الله عالم الغيب, لم يخف أمر
هؤلاء الناس علي الرسول صلي الله عليه وسلم, ومن ثم أخبرنا مقدما عنهم وعن الظروف
المحيطة بهم.
لذلك, طبقا للحديث الشريف
الصحيح, 
٣٦١٠ – حَدَّثَنَا
أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا، أَتَاهُ ذُو الخُوَيْصِرَةِ، وَهُوَ
رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ، فَقَالَ:
«وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ
إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ». فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ
لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ؟ فَقَالَ: «دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا
يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ،
يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ
كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ
يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ،
ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ، – وَهُوَ قِدْحُهُ -، فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ
شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ
الفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ
المَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ
فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا
الحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ
الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي نَعَتَهُ (بخارى)

١٤٨ – (١٠٦٤) حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، ح
وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْفِهْرِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالضَّحَّاكُ
الْهَمْدَانِيُّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا، أَتَاهُ
ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللهِ، اعْدِلْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ
لَمْ أَعْدِلْ» فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ
صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ
الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا
يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ
فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ
يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ – وَهُوَ الْقِدْحُ – ثُمَّ
يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ،
آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ
مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَتَدَرْدَرُ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ
النَّاسِ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي
طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ
الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ، فَوُجِدَ، فَأُتِيَ بِهِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ، عَلَى
نَعْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي نَعَتَ»( مسلم )

٥٨٩٤ -[٢٧] (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا
أَتَاهُ ذُو الْخوَيْصِرَة وَهُوَ رجلٌ من بني تَمِيم فَقَالَ يَا رسولَ الله اعْدِلْ فَقَالَ
وَيلك وَمن يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِن لم
أكن أعدل فَقَالَ عمر لَهُ ائْذَنْ لي أضْرب عُنُقه فَقَالَ دَعْهُ
فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ
وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ
يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يُنْظَرُ
إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رُصَافِهِ إِلَى نَضِيِّهِ وَهُوَ قِدْحُهُ إِلَى قُذَذِهِ
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ آيَتُهُمْ رَجُلٌ
أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ  [ص: ١٦٥٣] ثَدْيِ الْمَرْأَةِ
أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ وَيخرجُونَ على حِين فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي
طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ فَأَمَرَ بذلك الرجل فالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ
حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الَّذِي نَعَتَهُ
وَفِي رِوَايَةٍ: أَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ نَاتِئُ
الجبين كَثُّ اللِّحْيَةِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ فَقَالَ
يَا مُحَمَّد اتَّقِ الله فَقَالَ: «فَمن يُطِيع اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُهُ
فَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا تَأْمَنُونِي» فَسَأَلَ
رَجُلٌ قَتْلَهُ فَمَنَعَهُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا
قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ من
الإِسلام مروق السهْم من الرَّمية يقتلُون أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ
الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأقتلنهم قتل عَاد» . مُتَّفق عَلَيْهِ (
مشكوة )
٣٥٤٣
-[١١]
وَعَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ
وَفُرْقَةٌ قَوْمٌ يُحسِنونَ القيلَ ويُسيئونَ الفِعلَ يقرؤون الْقُرْآنَ لَا
يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُروقَ السَّهمِ فِي
الرَّمِيَّةِ لَا يَرْجِعُونَ حَتَّى يَرْتَدَّ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ
هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ
وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا منَّا فِي شيءٍ مَنْ
قاتلَهم كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ  [ص: ١٠٥٣] مِنْهُمْ قَالُوا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: «التَّحْلِيقُ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد
(مشكوة) 
١٤٩
– (١٠٦٤) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ قَوْمًا يَكُونُونَ فِي
أُمَّتِهِ، يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، سِيمَاهُمْ التَّحَالُقُ
قَالَ: «هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ – أَوْ مِنْ أَشَرِّ الْخَلْقِ – يَقْتُلُهُمْ
أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ» قَالَ: فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ مَثَلًا، أَوْ قَالَ قَوْلًا «الرَّجُلُ يَرْمِي
الرَّمِيَّةَ – أَوْ قَالَ الْغَرَضَ – فَيَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى
بَصِيرَةً، وَيَنْظُرُ فِي النَّضِيِّ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً، وَيَنْظُرُ فِي
الْفُوقِ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً» قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: «وَأَنْتُمْ
قَتَلْتُمُوهُمْ، يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ» (مسلم)

سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ
الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ
مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ
حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ
الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ
أَجْرًا، لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (مسلم) 
٣٨٤٤٣- “يخرج
في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من
اللين، ألسنتهمأحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل: أبي
يغترون أم علي يجترؤون؟ فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم
حيران.” ت – عن أبي هريرة”. (كنزالعمال)
في هذا الأحاديث  ينبئنا رسول
الله صلي الله عليه وسلم بأن ذرية هذا الرجل ستتواتر جيلا بعد جيل حتي أن أواخرهم
سوف يلتحقون بجيش الدجال. لقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم أن خير أمته سوف
يقتله. وأن في اليوم الذي سيقتلون فيه هو واصحابه سيكونون أسوأ الناس في الأمة وأن
من سيقتلهم سيكون خير من في الأمة. واستكمل رسول الله صلي الله عليه وسلم قائلا أن
علامة ذريته أنهم لا يدعون الشعر ينمو علي رؤوسهم, يلبسون إزارهم فوق كعوبهم
بكثير, ويطيلون في الصلاة حتي إذا رآهم إنسان آخر ظن النقصان بصلاته هو. قال صلي
الله عليه وسلم أيضا أنهم يقرؤون القرآن قراءة جيدة ولكنه بالكاد يعبر شفتيهم ولا
يصل إلي قلوبهم, وأن ألسنتهم تكون معسولة مثل السكر ولكن قلوبهم اقصي من قلوب
الذئاب. وأنهم سوف يحافظون علي مظهرهم ولكنهم مطرودين من روح الدين كما يخرج السهم
من الفريسة بعد اختراقها. قال صلي الله عليه وسلم هؤلاء الناس سيكونون علي ضلال
وسينشرون فسادهم فقط. 
أعزائي القراء ! انتبهوا إلي كل ذلك
بعدل ومساواة. هل وجدتم حولكم أشخاص بهذه المواصفات؟ هذه العلامات قد أوضحها رسول
الله صلي الله عليه وسلم الرسول الذي بوسيلته قد آمنا بالله سبحانه وتعالي والذي
بوسيلته قد آمنا بالقرآن. إن ما يأتي من الفم المبارك للنبى صلي الله عليه وسلم هو
صدق بلا شك.
 إن من لديه إيمان تام بالرسول صلي الله عليه وسلم هو بالتأكيد
يؤمن بصدق أقواله الشريفة. لقد بين لنا الرسول صلي الله عليه وسلم كل شيء بوضوح
مرارا وتكرارا. هؤلاء الناس من الممكن أن يأتوا في أي صورة وتحت أي مسمي ولكن
حقيقتهم واضحة مثل وضوح الشمس الساطعة . إنهم يحاولون أن يدفعوا  المسلمين
إلي طرق الهلاك والضياع من وراء اسم  تعليم الصلاة وكلمة التوحيد. ويستعينون
باليهود والنصاري وأعداء الإسلام ويدخلون في مؤامرات معهم ضد الإسلام. وكيف يكون
هؤلاء الناس علي وفاق ووداد معنا وهم علي غير وفاق مع الله سبحانه وتعالي ورسوله
الكريم صلي الله عليه وسلم.
 إن هؤلاء الناس هم بأنفسهم من يرون أن الله يمكن ان يكذب
والعياذ بالله, وهؤلاء الناس هم الذين يرون علم النبي صلي الله عليه وسلم مثل علم
البهائم (معاذ الله). بدلا من فهم الحقائق والمبادئ في القرآن والسنة, ينشغل هؤلاء
الناس طوال الوقت بالتفاهات
  الشخصية
وبجلب رضا أسيادهم المزيفين. إنهم مغرمون بتلبيس الحق بالباطل. ولا يتورعون عن فعل
أشياء تؤذي الإسلام وشرف وكرامة ووحدة المسلمين. وهم فقط معنيون بعنادهم الشخصي.
أعزائي القراء, يمكنكم أن تتخيلوا مقدار الأذي الذي تعرضت له الأمة الإسلامية بهذه
الكتابات الكفرية.
 لابد أن يعكس الشباب التطور المادي المعاصر إذ قام العلم بهذه
الاختراعات المذهلة التي وضعت الإنسان في حالة من الانبهار. لقد وطأت قدما الإنسان
سطح القمر. وهنا قد أبعدت الكتابات الكفرية التي أفرزها وعاء الموالي المزيفين
المؤمنين عن أن  الرسول صلي الله عليه وسلم الذي قد فلق القمر لنصفين بإشارة
من إصبعيه حملت الإيمان وروح الدين. إنكم لن تروا ابدا جماعات التبليغ تقف وقفة
جادة أمام الفساد أو أمام السياسات الفاسقة  في الحكومات. لن تروهم يدعون
الناس أن يكفوا عن الأفعال الجنسية المشينة في بانكوك وبيروت ومومباي أو أي مكان
آخر في العالم. لن تروا حشودهم أبدا تدعو إلي الدين في دور السينما. لن تروهم أبدا
يدعون العراة علي الشواطئ إلي ترديد كلمة التوحيد.
 إنه هؤلاء الناس لم يُروا يتبعون تعاليم القرآن والسنة ولنا في
أقاربهم شاهدا عليهم. فهم يتركون أهلهم من خلفهم حتي يقوموا برحلات ومهام دعوتهم
التي قد تمتد لشهور لينشروا بها تمردهم. إن هؤلاء الناس يُكرهون الذكور الغير
متعلمين علي الخروج في هذه الرحلات تاركين والديهم وأخواتهم البنات وزوجاتهم
وحدهم, ولا يأخذون العبرة من قصة سيدنا اويس قرني رضي الله عنه الذي كان تابعيّا
للرسول صلي الله عليه وسلم ولكنه آثر أن يمكث جوار أمه ليعتني بها علي أن يذهب إلي
رسول الله ويصير صحابيا.
 هؤلاء هم الديوبنديون التبليغيون الذين يكتبون الكتابات الكفرية
وهؤلاء هم الدعاة الذين ينشرون فكر الموالي المزيفين الذين يبعدون الناس عن حب
النبي صلي الله عليه وسلم وعظمته ومجده. إنهم يأخذونكم تجاه الضلال الذي من المؤكد
أنه سيجلب عليكم غضب الله.
 إن دعوتهم ليست ضد الصهيونية او المسيحية أو عبادة الأصنام أو
ضد مقتل 7 ملايين من البشر يدعون الإسلام في إيران والعراق او ضد الممارسات
البربرية الصهيونية في القدس وفي المسجد الأقصي. كل ما يفعلونه هو أنه
يأخذوكم  تحت جلبابهم تحت مسمي تصحيح كلمة التوحيد والصلاة, ثم عن طريق وصف
احترامكم وحبكم للرسول صلي الله عليه وسلم بالكفر يجردونكم من كل الروحانيات. هل
من الممكن بعد كل هذه الأفكار الملحدة أن يتسببوا في تحول الناس الغير مسلمين إلي
الإسلام؟
تأملوا قليلا, لنتخيل الآن أن هناك
مجلس نقاش يشترك فيه الناس من كل دين وفرقة وجنس ولون. الهندوس, اليهود,
المسيحيون, والديوبنديون الوهابيون يطلبون إذنا بالدعوة للجماعة. وبالسماح لهم
يبدأ كل طائف من الناس في الدعوة لدينهم وغاية كل منهم أن يحقق التأثير الأكبر علي
المستمعين ويوافق الجمع علي آرائه وبالنهاية يدخل الناس دين من يحقق أكبر إقناع
فيهم بحديثه.
أول من يتحدث إلي الجمع هو الهندوسي
الذي ينهض ويقول “إن راما (رام شندر) كان في غاية التميز وقمة في الشجاعة.
إنه من أجل أن يفوز بأيدي سيتا راني, انحني وكسر قطعة قوية من الحديد بيديه. وكانت
تعاليمه أيضا جيدة جدا. ولذلك يجب أن يتبع المستمعون الديانة الهندوسية ويتّبعوا
راما. “
ثم ينهض مسيحي ويقول : أنا مؤمن بحضرة
عيسي عليه السلام. انظروا إلي تفرده وتميزه. إنه كان يضع يده علي عيني الأعمى قد
ولد لا يري فيصبح بإذن الله بصيرا. ويمسح بيده علي جسد أبرص فيشفيه الله. لقد كان
الموتي يعودون إلي الحياة علي يديه بإذن الله. وكانت تعاليمه رائعة, فليدخل
المستمعون كلهم في المسيحية.
وبعدها ينهض يهودي ويقول “أنا
مؤمن بحضرة موسي عليه السلام الذي كانت له معجزات عديدة. كان يضرب صخرة بعصاه
فيتفجر منها الماء وكان يضع يده في جيبه فإذا هي بيضاء كالقمر. وتعاليمه رائعة.
فليدخل المستمعون إلي اليهودية”.
 في النهاية يتحدث المسلم الذي
هو من جماعة التبليغ الوهابي الديوبندي من بستى نظام الدين (مكان في دلهي) ومن راى
وند فيقول ” أنا مؤمن بحضرة محمد صلي الله عليه وسلم. كان الرسول صلي الله
عليه وسلم إنسان مثلنا, لم يكن لديه أية تمييزات بل كان
 يخطئ مثلنا. والفارق الوحيد
بيننا وبينه أنه كانت يأتيه الوحي من الله ونحن لا يأتينا. وتعاليمه جيدة. فليدخل
المستمعون كلهم إلي الإسلام.
أعزائي القراء!  قولوا بعدل
وإنصاف,أن اتباع جميع الاديان يحاولون أن يثبتوا تفوق معلميهم وأسلافهم, وأنتم قد
قرأتم رؤية هذه الجماعة والمبادئ التي تحتفظ بها عن الرسول صلي الله عليه وسلم. هل
بعد سماع كل هذا سوف يكون الجميع معجبا بالرسول صلي الله عليه وسلم ؟ إن باستماع
مثل هذه الجمل لن يشعر حتي المسلمون بالفخر لكونهم مسلمين, لأن كل من في الجمع
سيقولون أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان مجرد بشر بلا تمييزات طبقا لوصف الديوبندي.
فإذا يكون الثلاثة الآخرون قد أثبتوا تفوقهم عليه. إنك عندما تقر بنفسك أن الرسول
صلي الله عليه وسلم لم يملك ما يميزه عن سائر البشر, فماذا سيظن بقية الناس؟ وماذا
سيجعلهم يتمسكون بدينك؟
أعزائي القراء! هذا هو حال الدعاة من
هؤلاء الناس الذي يحدث بالفعل. ولهذا فإن الاحتفالات التي تقام بدار العلوم ديوبند
وهي مدرستهم الدينية قد حضرها آلاف من علمائهم طبقا لما يروجه إعلامهم. و عندما
احتفلت هذه  المدرسة بعيدها المئوى لم يفتتحه رجل صالح بل امرأة كافرة
هندوسية, وذلك برهان صارخ علي طريقة فكرهم وما تميل إليه قلوبهم. إن الخطبة التي
ألقتها هذه المرأة الملحدة إندرا  غاندي بهذه المناسبة تبرهن أيضا علي أن
هناك انسجام مثالي بين أفكارها وأفكارهم.
هذه المرأة الهندوسية قد أتت إلي
مركزهم ومدرستهم في وسط آلاف من الديوبنديين الوهابيين وعلمائهم ودعاتهم. ومع ذلك
غادرت مثلما جاءت, وقد جاءت هندوسية وغادرت وهي هندوسية. ولم يتمكن هؤلاء الآلاف
مجتمعين علي أن يقنعوها باعتناق الإسلام. وانهم على رغم  ذلك يدعون علي
أنفسهم التفوق والإتقان في الدعوة إلي الدين. إن في الهند نفسها, كان فخر أهل
السنة  و رمز عظمة اهل السنة الشيخ السيد معين الدين حسن شيشتي
ألاجميرى  خواجة غريب نواز رضي الله عنه  قد جاء وحيدا , ولكن انظروا
إلي دعوته, فإنه عند موته كان قد أتم إقناع 9 ملايين ونصف مليون شخص ملحد بالدخول
في الإسلام (الحمد لله علي إحسانه).
لو كان هناك شخص بين ذلك الجمع الدولى
من جماعة أهل السنة والجماعة  لرايتم اثر تبليغه بنفسكم.
هذا المسلم السني, خادم ومحب الرسول
صلي الله عليه وسلم سيتحدث إلي الجمع قائلا : “ايها الناس إنني مسلم, إن
إيماننا ان الله سبحانه وتعالي هو ربنا الحقيقي الذي هو خالق كل شيء ومالكه، 
لقد خلق سيدناعيسي و سيدنا موسي عليهما السلام وأيضا رام الهندوس. إننا نؤمن
بسيدنا عيسي وبسيدنا موسي ( عليهما السلام )الذين أرسلوا باليهودية والمسيحية
تباعا, ونقر بأفضليتهما علي سائر الناس ونبوتهما وعظمتهما لأن الرب هو الذي أعطاها
لهم. وقد تمكنا من الإيمان بذلك بوسيلة رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم. “
“لقد قاله ربنا أنه إن لم يكن قد
خلق الرسول صلي الله عليه وسلم فما كان ليظهر تجلياته سبحانه وتعالي. ومن أجل ذلك
قد خلق هذا الكون ونعمه كلها تكريما للرسول صلي الله عليه وسلم. إن اسم رسولنا
الكريم هو محمد صلي الله عليه وسلم وعندما ننطق اسمه تنطبق شفتانا في وضع القبل
وعندما نسمع اسمه نقبله حبا ونضعه أيدينا علي أعيننا احتراما ونرسل عليه الصلاة
والتسليم. إن اسمه يعني أنه شخص يُحمد كثيرا ويثني عليه الناس. وقد أعطي له الله
هذا الاسم, الذي يقول لنا أن شخصه يستحق للحمد والثناء بكل حال من الأحوال.
وحتي خالق نبينا صلي الله عليه وسلم
يثني علي الرسول صلي الله عليه وسلم ويصلي ويسلم عليه وبذلك يرتفع شأن من يعظم
الرسول صلي الله عليه وسلم نفسه إلي مكانة عالية من استحقاق الثناء, ويباركه الله.
إن رسولنا صلي الله عليه وسلم  قد أثني عليه سيدنا  موسي عليه السلام
وسيدنا عيسي عليه السلام. وقد ذكر اسمه في التوراة والإنجيل والكتاب الذي أُنزل
عليه أيضا يذكر محاسنه وخيره. لقد أتي سيدنا موسي وسيدنا عيسى  عليهما السلام
بمعجزات وكان الرسول صلي الله عليه وسلم معجزة متجسدة. “
“إن الله سبحانه وتعالي قد أنعم
علي سيدنا موسي وسيدنا عيسي بنعم كثيرة. كان سيدنا موسي عليه السلام يذهب إلي جبل
الطور ويتحدث إلي الله, وقد رفع الله سيدنا عيسي عليه السلام حيا إلي السماء, وقد
عورج بالرسول محمد صلي الله عليه وسلم بجسده الشريف إلي عرشه العظيم ورأي 
ربه الكريم وحياه الله وتكلم إليه, وقد صار الملك الذي كان يتردد الى سيدنا موسي
وسيدنا عيسي يأتي إلي الرسول صلي الله عليه وسلم ناقلا إلي الرسول صلي الله عليه
وسلم القرآن. وهو مصدر الهداية في
الحياة إلي نهاية البشرية. إن التوراة
بنصها الأصلي والإنجيل بنصه الأصلي غير موجودين الآن, ولم يقم أحد بحفظ أيهما.
ولكن علي الناحية الأخري نري أن القرآن محفوظ بلفظه الأصلي وسيظل دائما هكذا. سيظل
كل حرف كما كان, بل كل حركة وكل نقطة. إن هناك الملايين ممن قد حفظوه في قلوبهم.
“إن في هذا القرآن الذي نزل علي
الرسول صلي الله عليه وسلم, قد حرمت عبادة الأصنام لأنه من يعبد سوي الله فهو
كافر. هذه الأصنام قد صنعها الإنسان ولا تنفع أو تضر أحدا. ولا يستطيعون ولو دفع
ذبابة بعيدا إذا وقفت علي أجسادهم. إن الإنسان العادي الذي ينحت الصنم بيديه هو
بالتأكيد أقوي منها. “
“إن الهندوس يعبدون الأصنام,
ويساوونها بالله سبحانه وتعالي والعياذ بالله. لقد جعل الرسول صلي الله عليه وسلم
الناس يسجدون إلي الله الواحد الحق بالعبادة الذي خلق السماوات والأرض وخلق الموت
والحياة, بدلا من السجود لآلاف الآلهة المزيفين. إن الله هو الذي قد صنع هذا
الكون, هو الذي جعل الشمس تسطع في الشرق وتغرب في الغرب. هو الذي أعطانا الروح
والجسد, والحكمة والوعي وأغدق علينا بنعم لا حصر لها.”
“لقد اصطفي الله الإنسان بين
مخلوقاته. وجعله مرآة الجمال الخالد. إن الله هو الذي أرسل الرسول صلي الله عليه
وسلم ليعلمنا العلم والحكمة, ويربينا علي الفضائل ويعطي أهمية وفائدة لحياتنا. لقد
أرسل الله سبحانه وتعالي قرابة 124 ألف من الأنبياء منهم 313 رسول, وفضل بعضهم علي
بعض. وقد جعل الرسول صلي الله عليه وسلم هو الأكثر مثالية وخيرا من جميع مخلوقاته.
لم يؤت أي مخلوق مكانة ودرجة  وشمائل مثلما اعطى النبي صلي الله عليه وسلم.
لا أحد من الانبياء لديه مثل علم النبي صلي الله عليه وسلم وبهائه, ولا أحد من
الانبياء مثله في حفاوته ولا مودته ولا رحمته ولا طيبة قلبه ولا جماله ولا روعة
شخصه في حديثه وطبيعته وسلوكه وعاداته.”
“لقد أتي الرسول صلي الله عليه
وسلم علي صورة البشر ولكنه لا يوجد أي بشر علي وجه الأرض مثله. إنه نور الله
سبحانه وتعالي. إنه أحب الناس إلي الله. إنه خير ألانبياء ورسل الله. إن الرب يحبه
كثيراً لدرجة أنه على رغم كونه خالقا يرسل عليه الثناء ويصلى ويسلم عليه. إن الله
يقسم بالنبى صلي الله عليه وسلم وحياته وكلامه ومدينته وحقبته, ويسمي حب النبي
بأنه حب لذاته سبحانه وتعالي ويسمي طاعة الرسول صلي الله عليه وسلم بأنها طاعة
لذاته سبحانه. “
“إن شخصية  النبي صلي الله
عليه وسلم  وصفاته وجماله وكماله مرآة لعظمة الله وصفاته . قد أرسله الله
كبرهان صريح لنفسه حتي يعلم الناس عظمته سبحانه بالنظر إلي عظمة ونبل ومكانة وصفات
نبيه ورسوله صلي الله عليه وسلم. كم هو عظيم ؟! هو خالق الرسول العظيم صلي الله
عليه وسلم ومالكه  – سبحانه وتعالي. إن الرسول صلي الله عليه وسلم برهان حق
لعظمة الرب. إن الله قد جعل حب النبي صلي الله علي وسلم وسيلة لجلب رضاه والفلاح, وألزمنا
بطاعته واحترامه صلي الله عليه وسلم, وقد أسمي مجيئه صلى الله عليه وسلم  إلي
هذه الدنيا بأعظم نعمة قد وهبها لنا, لأنه صلي الله عليه وسلم هو سبب خلق الكون
بأكمله والأرض والشمس. إن الفضل يعود إليه في أن الناس قد عملوا بوحدة الله
وعظمته. لقد خلق الله سبحانه وتعالي الجنة من أجل أتباع الرسول صلي الله عليه وسلم
وخدمه. وقد خلق الجحيم لتكون عذابا لمن ينكره أو يعاديه. إن الدنيا تجيء حبوا لمن
يكون خادما حقا للرسول صلي الله عليه وسلم, ورحمة الله تدبر عن من يدبر عن الرسول
الكريم صلي الله عليه وسلم. “
هذا الجمع قد قال له الهندوسي أن راما
الذي يؤمنون به كان شخصاعظيما وفي غاية القوة لدرجة أنه قد كسر قطعة من الحديد
بيديه العاريتين. إنه بالفعل قد قام بهذا ولكن هذا ليس بالفعل المعجز الذي لا
يستطيع أحد سواه أن يفعله. إن هناك الآلاف من الأشخاص الأقوياء في يومنا هذا الذين
هم علي صلابة بحق ويظهرون مظاهر قوتهم. إن كسر قطعة من الحديد ليس بمعجزة. انظروا
إلي ما فعله رسولنا صلي الله عليه وسلم وتأملوا عظمته وتفوقه. إنه صلي الله عليه
وسلم قد أشار بإصبعه إلي القمر وهو واقف علي أرض مكة المكرمة, وقد انفلق القمر إلي
نصفين ثم عاد عاد إلي كتلته مجددا. إنه في طريقه إلي حصن خيبر في الصهباء  قد
أمر الشمس بأن تستأنف حركتها بعد مغيبها بإشارة من يده الشريفة فطلعت بعد أن غربت.
إن رام الهندوس قد كسر قطعة الحديد وذلك يمكن أي انسان أن يفعله. ولكن شق القمر
نصفين ثم جعله يلتحم مجددا, وإحضار الشمس بعد مغيبها هي معجزات قد تسنت للرسول صلي
الله عليه وسلم وحده. هذا الفعل لا يستطيع أن يقوم به الهندوس مؤيدين بكل آلهتهم
الكاذبة.
لقد قال المسيحي في نفس الجمع ليدعو
إلي دينه أن حضرة عيسي عليه السلام كان قمة الكمال والتفوق. بالطبع كان متفوقا عن
البشر, ولكن معجزاته كلها مذكورة في كتاب الله القرآن ونؤمن بها جميعا. لقد قال
المسيحي أن سيدناعيسي قد يهب لمن ولد ضريرا ويشفى الأبرص بلمسة من يده
الشريفة. ولكن انظروا إلى تفوق نبينا صلى الله عليه واله وسلم، لقد حلت
البركات 
 فى الجسد المبارك للنبى صلى
الله عليه وسلم  وخاصة يده الشريفة. وقد وصلت هذه البركة لدرجة ان التراب
الذي قد تشرف بوطأة نعليه صلي الله عليه وسلم كانت له قدرات علاجية خارقة وصلت إلي
شفاء البرص والجذام. إن الملابس الشريفة والرداء الذي قد تشرف بتغطية جسده الشريف
صلي الله عليه وسلم كان مباركا لدرجة أن  الهواء الذي كان يلامسه كان يصبح
دواءا.
“إن المسيحي قد قال أن سيدنا
عيسي عليه السلام كان يحيي الموتي وتلك بالفعل حقيقة. كان المسيح عليه السلام يعيد
الروح إلي الجسد, وكانت هذه معجزة عظيمة. ولكن انظروا إلي تفوق الرسول صلي الله
عليه وسلم. إن الرسول صلي الله عليه وسلم قد أعطي الحياة إلي أشياء جامدة غير حية.
إن الحصي الأصم وجذع الشجرة قد نطق ببركته. إن الريق الشريف للرسول صلي الله عليه
وسلم كان مباركا لدرجة أنه إذا وضع في بئر ماء مالح حوله  إلي ماء عذب. وإذا
وُضِع علي جرح يلتئم, وإذا وضع علي أكل لأناس كفى ذلك الأكل لآلاف من البشر. إن
تميز سيدنا عيسي عليه السلام بالطبع جلي. ولكن المميزات التي حبا الله النبي صلي
الله عليه وسلم بها كان من شأنها أن تدهش المسيح نفسه. “
“لقد سرد اليهودي معجزات سيدنا
موسي عليه السلام ووصفه بعظمة الشخصية والتميز. ولا شك أن هذه المعجزات كلها كانت
حقيقية. لقد قال اليهودي وهو يصف معجزاته أن موسي عليه السلام كان يضرب بعصاه
الحجر فينفجر منه الماء. وهذا بالطبع حق. كان اليهود فقط ينتظرون أن تخرج المياه
من الجبال ولكن موسي عليه السلام قد فاق توقعاتهم وأخرج الماء بضربة عصاه
 فقط.”
“تعالوا الآن وانظروا إلي تميزات
النبي صلي الله عليه وسلم. إنه خلال رحلة تبوك وفي مكان الحديبية, كان آلاف الناس
يصطحبون النبي صلي الله عليه وسلم. وكانت فترة الحر الشديد آنذاك. وكان الجيش
الإسلامي قد نفدت كل مدخرات المياه الخاصة به. وقام الصحابة الشرفاء رضي الله عنهم
الذين فُضِّلوا علي باقي الأمة لرؤيتهم النبي صلي الله عليه وسلم- قاموا بالشكوي
إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم من غياب الماء, وأنه لم يعد هناك مصدرا للشرب.
وكانت المياه ذات حاجة ملحة من أجل الشرب والوضوء والاستحمام وسقاية الدواب. إن
شدة الحرارة كانت تنذر بحدوث نكبة إن لم يظهر الماء. لقد سألهم الرسول صلي الله
عليه وسلم أن يحضروا وعاء كبيرا, ثم وضع صلي الله عليه وسلم يده في هذا الوعاء,
يديه الشريفة التي يسميها الله يده هو سبحانه. لقد شاهد الآلاف الماء بعد ذلك
يتفجر من أصابع النبي الشريفة صلي الله عليه وسلم. وقد قام كل الناس بالشرب من هذه
الماء وتوضؤوا منها, واغتسلوا منها وسقوا منها الدواب. لقد جعل سيدنا موسي عليه
السلام الماء يخرج من الحجر ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم قد جعل الماء يخرج من
بين أصابع يده الشريفة. كانت هذه خاصية للرسول صلي الله عليه وسلم فقط. “
“لقد قال اليهودي ان سيدنا موسي
عليه السلام كان يضع يده في جيبه وعندما يخرجها تكون في شدة البياض مثل القمر. لا
شك أن هذا صحيح.  وأنا أقول أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان نورا من رأسه
وحتي أخمص قدميه. حتي القمر لم يكن يضاهي جماله ونوره. إن أسنانه الشريفة كانت إذا
تبسم صلي الله عليه وسلم وفتح فاه في الظلام تنير نورا يقشع العتمة. إن زوجة
الرسول صلي الله عليه وسلم أمنا عائشة رضي الله عنها كانت تجد إبرتها التي
تستخدمها في الحياكة مستنيرة بضوء أسنان النبي صلي الله عليه وسلم.
“إنه في ليلة كان الصحابيان
أُسيد وعباد رضي الله عنهما  جالسين بجانبه وكانا مشغولين بالحديث إلي بعضهم.
وكانت الليلة حالكة الظلام ويتخللها المطر. وقد أخذ الكلام وقته من الصحابة حتي
صار الوقت متأخرا. فقال الصحابيان للرسول صلي الله عليه وسلم : ان  الطرق
ستكون مغرقة بالماء وستكون الأرض مليئة بالطين. مما سوف يصعب من مهمة عودتهما إلي
منزلهما لغياب النور. وكان الصحابيان يحتفظان بعصيّ في يد كل واحد منهما لأنها
كانت من عادات النبي صلي الله عليه وسلم أن يحتفظ بعصا وهم كانوا من فرط حبهم
المتيّم لرسول الله صلي الله عليه وسلم يتبعون عاداته دون تفكير. قال النبي صلي الله
عليه وسلم لأحدهما أن يعطيه عصاه. ولمس بيده الشريفة طرف العصا وقال خذها وستكون
نورا لك. ونهض الصحابيان وعندما بدؤوا في الرحيل صار النور يخرج من العصا وكأنها
مصباح. وبدأ الاثنان في الرحيل إلي منازلهما معتدين بنور العصا. وبعد مسافة كانت
الطرق المؤدية إلي بيت كل واحد منهما متفرقة. فسأل الذي لا يملك عصا ذلك الذي معه
العصا قائلا “كيف سيمكنني الوصول إلي بيتي؟” فقام الآخر بلمس العصا
الأخري بعصاه فصار النور ينبعث من كلتيهما. فوصل الصحابيين إلي منازلهما في يسر
وسهولة.
“إن تميز سيدنا موسي عليه السلام
قد أضاء فقط يده لكن أي عصا كانت تلمس يد الرسول صلي الله عليه وسلم كان من الممكن
أن تضيء وتهدي الناس في دربهم. هذه خاصية للرسول صلي الله عليه وسلم فقط.”
“وليس هذا فقط. دعوني أقول اننى
شخص متواضع جدا. ولكنني عندما أحكي مظاهر تمييز النبي صلي الله عليه وسلم ومعجزاته
يتسلل في نهاية الأمر التعب إلي صوتي ويمكن ان تنتهى حياتى  ومعرفتي ولكن
معجزات النبي صلي الله عليه وسلم لا تنتهي. إن تعاليمه هي بحر مليء بالآلئ. وفيه
هداية لفلاحنا وتطورنا في كل شكل وحتي نهاية العالم. إنه فقط بالعلاقة الطيبة
بالرسول صلي الله عليه وسلم تمكن العرب من التحول من التوحش في الفلاح  ونشر
الفساد ووأد البنات أحياء إلي أشخاص تفوق الملائكة. لقد نبذوا طغيانهم وهمجيتهم
فقط عن طريق التمسك بطريق النبي صلي الله عليه وسلم والتعلق بدينه مهتدين بالحب
الفائق لحضرته صلي الله عليه وسلم. لقد أصبحوا حاكمي العالم وأحبة الله. “
“إنني أدعوكم جميعا لجني خير ما
في هذه الدنيا والآخرة عن طريق التعلق بالإيمان والرسول الكريم صلي الله عليه
وسلم. أيها القراء قولوها بصدق وأمانة أن الهندوس والمسيحيين واليهود وكل باقي
البشر سيبهرون عند سماع هذا الكلام عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وسوف يدخلون
في الإسلام. إن الرسول صلي الله عليه وسلم وأولياء الله الصالحين قد تمكنوا بفضل
الله من هداية كافرين وعابدي أصنام للإسلام. وهؤلاء العلماء التبليغيون الوهابيون
الديوبنديون يساهمون في تحول المسلمين إلي الإلحاد!
ينبغي أن تروا الفارق ببين دعوتهم
ومعتقداتهم وتروا تأثيره.
إن في هذا العصر من التقدم المادي يجد
الناس الذين ينكرون المجد الروحاني أنفسهم بلا قوة أمام اختراعات وعجائب العلم.
إنهم يقبلون كل العجائب التي يجريها غير المسلمين ولكن لا يقبلون تميز الرسول صلي
الله عليه وسلم وأولياء الله الصالحين. إنه عند سماع معجزة الفاروق سيدنا عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ينكرها بعض الناس ولكن ينبهرون بماركوني الذي اخترع جهاز
الراديو  ولكنه لا يستغني عن جهاز لنقل الصوت من مكان لآخر, ولكن الأشخاص
الذين يدعون الإسلام يبذلون كل مجهوداتهم في إنكار هذه المعجزات العظيمة, وهذا
ينطبق علي سائر المعجزات الأخري. إنه لأمر محزن أن هؤلاء الذين يدعون الإسلام
ينبهرون بإنجازات غير المسلمين ولكنهم ينكرون معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم و
كرامات أولياء  الله الصالحين. ويكرسون حياتهم للاعتراض عليها. وبذلك يدمرون
قوتهم الروحانية.
قرائي الأعزاء! إن الرسول الشريف صلي
الله عليه وسلم هو حبيب الله سبحانه وتعالي وهو نبي الأنبياء ورسول الرسل ورحمة
للعالمين وشفيع المذنبين, هو طه (القمر المكتمل)  ويس (آمر البشرية). هو
البشير والنذير. هو السراج المنير صلي الله عليه وسلم. إن حبه وطاعته واتباعه
وخدمته تضمن لنا بلا شك الفلاح والنجاح والخير والخلاص. إننا لا ننال الإيمان دون
التأمل والتعبد ودون شفاعة رسول الله صلي الله عليه وسلم, وكذلك لا ننال القرآن
ولا رمضان ولا حتي الرحمن سبحانه وتعالي دونه وذلك نعرفه من كلام الله سبحانه
وتعالي. إنه بفضل الرسول صلي الله عليه وسلم أن الله لا ينزل علينا العذاب كما نزل
علي من كان قبلنا من الأمم. وجوهنا لم تشوه ولم نُمسخ إلي حيوانات. إن هذا ليس
أمرا عاديا. إن الفضل يعود إلي الرسول صلي الله عليه وسلم في أننا قد أعطينا ليلة
هى خير من ألف شهر وهي ليلة القدر. وبسبب تأييده والالتزام به فضل الله أمتنا علي
سائر الأمم.
هل يوجد أي شيء لم يهبه لنا رسول الله
صلي الله عليه وسلم؟ فلماذا اذن لم نحترم ونبجل أعظم خلق الله وأكبر نعم الله
علينا ؟ كيف سيرضي الله عنا وقتئذ؟ إن عبادتنا لن تُتقبل. وكيف يدعي أنسان حب الله
سبحانه وتعالي وهو يتكبر علي حبيبه النبي صلي الله عليه وسلم. اي نوع من الإيمان
هذا؟ انظروا حولكم! إن البعض ينتقد الأنبياء. والبعض يحقرون من آل بيت رسول الله
صلي الله عليه وسلم والبعض يتجرؤون علي زوجاته والبعض يحكمون علي صحابته, والبعض
ينتقد أولياء الله الصالحين. وأنتم تسألون من الذي ينبغي أن نصدقه ومن الذي يجب أن
نتبعه؟
تعالوا, إنني أدعوكم. اتبعوا القرآن
والسنة. والناس الذين يحبون أنبياء الله ويحبون آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم,
وزوجاته, و صحابته الكرام وأولياء الله الصالحين(رضي الله عنهم).اتبعوا الذين
يعتقدون أن حب كل هؤلاء من أساس الإيمان وطرق الخلاص ويظنون أن حبهم من محبة الله
ورضاهم من رضا الله.
انظروا إلي حوالي مائة وخمسين عام
مضت. لم يكن هناك جماعات تبليغ وهابي ديوبندي في الهند وباكستان. هذه الجماعة
قد انتشرت بمساعدة أعداء الإسلام من
أجل المال وكبريائهم الكاذب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وغرورهم وترفعهم عن
آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته وأحبته. إنهم لا يعرفون نهايتهم من
غضب الله.
الحمد لله, لقد كان أهل السنة
والجماعة لمدة قرون هم رمز الحقيقة. إن مصدر كل معتقداتنا هو القرآن والسنة وصحة
آرائنا مثبتة في كتب الديوبنديون أنفسهم. إن الفارق بيننا وبينهم إننا ليس لدينا
أغراض شخصية أنانية, بل كل ما يحركنا هو الله سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه
وسلم. إننا لن نحب شخصا يعادي حبيبنا أو يقف ضده.
إننا لا نحاول أن نتواصل به, لا نحاول
أن نصادقه. إنه لأمر مؤسف أننا نعتبر أعزاءنا وأقرباءنا أحب إلينا وأقرب من الله
سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم وذلك هو سبب محنتنا وآلامنا. لأننا إلي
أن نضمر الحب الصادق للرسول صلي الله عليه وسلم ونكون علي اشتياق لاتباعه, لا نكون
من خدمه المخلصين. وإلي ذلك الوقت لن نستطيع التقدم والتحضر والتماسك وجلب السلام
والرخاء. إن هؤلاء الذين قد حكموا قيصر وكسري كانوا خدمة حقيقيون للنبي صلي الله
عليه وسلم. وقد نالوا الشرف والعظمة ببركة خدمتهم للنبي صلي الله عليه وسلم. ولكن
اليوم ما يقرب من بليون ممن يدعون الإيمان يهانون أقصي إهانة من 4 ملايين من
اليهود. انظروا وتأملوا.
إن هذه هي مساعي اليهود والنصاري لدفع
المسلمين بعيدا عن حب الرسول صلي الله عليه وسلم. وبأن يشغلوهم أكثر وأكثر في
نزاعاتهم الداخلية فينسوا أمر غير المسلمين. إن المسلمين الذين لديهم الفهم والإحساس
إذا لم يفهموا هذه المساعي فلن يكون بيدنا سوي أن نندم علي الفهم والإحساس. إنه
إذا صار شخص يفعل أشياء تؤذيه وتدمره فلن يوقفه عدوه أو يجعله يفهم. إن غير
المسلمين علي دراية تامة بأن هذا النوع من المؤمنين والذين هم 
“التبليغيون الوهابيون الديوبنديون” سيكونون قادرين علي إنجاح مخططاتهم.
إنهم بلا أي ضرر علي غير المسلمين ولذلك سمحوا لهم بأن يجوبوا البلاد من بلد إلي
بلد حاملين أفكارهم.
إن غير المسلمين يعلمون جيدا أن
الطريقة الوحيدة لأذيتهم هي في أن يستعيد المسلمين توقير دينهم في معتقداتهم
وأعمالهم ويرجعوا إلي روح غزوة بدر. لإن في معركة بدر تمكن 313 من المجاهدين من
سحق جيش يتكون من ثلاثة أضعاف عددهم دون أي عتاد وكان أعداؤهم في كامل عدتهم
بالاعتماد فقط علي حب النبي صلي الله عليه وسلم المجاهد بحب الإيمان. اليوم يحاول
اليهود والنصاري بجهود مكثفة أن يحرموا المسلمين من إيمانهم. إن الأعداء الداخليين
أشد خطرا من الخارجيين. وقد نجح اليهود والنصاري إلي حد كبير بجعل المسلمين
مؤيديهم.
تعالوا هيا نفرق بين الأصدقاء
والأعداء, ونفرق بين الغريب والذي هو منا, ونقوي أواصر علاقتنا بعشاق الرسول صلي الله
عليه وسلم الحقيقيين. ونكون حاميين لبعضنا البعض وأصدقاء في ظل حب الرسول صلي الله
عليه وسلم وتكون وحدتنا مثل الحائط الصلب الواحد. لابد أن تصدقوا أن رحمة الله
سبحانه وتعالي ومساعدته وتأييده سيكون معنا في كل لحظة. والمجد والشرف والنجاح
والرخاء سيكون مصيرنا. لأنه :
“Kee Muhammad Say Wafaa Tuunay  Tuo
Ham Tayray  Hayñ
Yeh Jahaañ Cheez Hai Kyaa Lauh-o-Qalam Tayray Hayñ”
أي انا بنفسي سأكون لك أن كنت مخلصا
لمحمد صلي الله عليه وسلم. وسيكون كل شيء في الدنيا ملك لك, حتي الصحيفة والقلم.
وصلي الله علي حبيبه سيدنا محمد وعلي
اله وأصحابه وبارك وسلم أجمعين.
=============
كوكب نورانى را احمد ( صلى الله عليه
وسلم ) شفيع .
لكوكب نورانى احمد شفيع   
(جعل الله الرسول صلي الله عليه وسلم
شفيعه)
(اوكاروى غفرله)
كراشي,1988
كتب العلامة كوكب نوراني اوكاروى
الدينية :
           
Azaan and Durood Shareef     English and Urdu
    
       Deoband to Bareilly (The
Truth)          English and Urdu
           
White and Black (Facts of Deobandi-ism)      
English and Urdu
           
First Eid (Eid Meelaad-un-Nabee)       
English and Urdu
           
Khomeini, Some Facts English
    
       Khataam Shareef Daata Ganj Baksh
           
Mas’ala-e-Imaamat      English and Urdu
           
Auraad-e-Mashaa’ikh
           
Mazaaraat-o-Tabarrukaat aur unke Fuyoozaat
           
Na’at aur aadaab-e-Na’at
           
Qabr ke Ahkaam aur aadaab
 
          Waalidaien-e-Risaalat
Ma’aab
           
Haqaa’iq
           
Apni Adaa Dekh
           
Shajarah Taiy-yibah
           
Haqaaiq Naamah Daarul Uloom Deoband
           
Khateeb-e-Pakistan, In the eyes of his contemporaries
           
Peer Jee Karmaan Waalay
           
Beyaad-e-Shaiekh-ul-Islaam



         
  Teen Tahreerayn
           
Book series, Al-Khateeb International Sunni Directory
           
Truth Wins
           
Bid’at Ki Haqeeqat•
           
Mayraa Deen Islaam•
           
Ahkaam-e-Nabavee aur Hamaari Zindagee•
           
Baara Maheene Ke Nayk A’maal•
           
Maqaalaat-e-Kaukab•
           
Qadiyaani Dajjaal•
هذه الكتب تطبع بالأردوية والإنجليزية
عن طريق أكاديمية مولانا اوكاروى (العالمى) في جنوب إفريقيا وباكستان.
إن الأسماءالتى قد كتبت بالإنجليزية
هى اسماء كتب ترجمت الى الانجليزية ولم يترجم بعد إلي العربية.